尊崇坟墓之危害(呼图白)

   呼图白讲坛

( 阿汉对照第149讲 )

 一卅柯 · 韩文成    编译

خطبة الجمعة بتاريخ 27 من شوال 1430هـ الموافق 16 / 10 / 2009م

伊斯兰纪元1430年10月27 日 / 西元2009年10月16日主麻演讲


 فِتْنَةُ تَعْظِيمِ الْقُبُورِ

尊崇坟墓之危害

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ، أَحْمَدُ رَبِّي حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَأَشْكُرُهُ شُكْرَ الْحَامِدِينَ، وَأْنَزِّهُهُ عَنْ شِرْكِ الْمُشْرِكِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَقَيُّومُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ، وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، وَإِمَامُ الْمُرْسَلِينَ، الْمُنْـزَلُ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ الْكِتَابِ الْمُبِينِ: )وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ( [الزمر: 65]، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ؛ وَأَزْوَاجِهِ الْمُطَهَّرِينَ؛ وَأَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ ؛ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الأَنَامُ، وَاجْتَنِبُوا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ الآثَامِ، وَمُحْبِطُ الأَعْمَالِ الْجِسَامِ، وَاعْلَمُوا مَعْشَرَ الْبَرِيَّةِ: أَنَّ الشِّرْكَ هَضْمٌ لِحَقِّ الأُلُوهِيَّةِ، وَانْتِهَاكٌ لِحُرْمَةِ الرُّبُوبِيَّةِ.

مَعْشَرَ الْمُوَحِّدِينَ؛ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ:

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْمَكَايِدِ التِي كَادَ بِهَا الشَّيْطَانُ أَكْثَرَ النَّاسِ؛ وَوَقَعَ فِيهَا الرَّيْبُ وَالْحَيْرَةُ وَالشَّكُّ وَالالْتِبَاسُ، وَمَا نَجَا مِنْهَا إِلاَّ مَنْ لَمْ يُرِدِ اللهُ تَعَالَى فِتْنَتَهُمْ مِمَّنْ شَرَحَ لَهُمُ الصُّدُورَ: مَا أَوْحَاهُ الشَّيْطَانُ قَدِيماً وَحَدِيثاً إِلَى حِزْبِهِ وَأَوْلِيَائِهِ مِنَ الْفِتْنَةِ بِالْقُبُورِ؛ حَتَّى آلَ الأَمْرُ فِيهَا إِلَى أَنْ عُبِدَ أَرْبَابُهَا مِنْ دُونِ اللهِ تَعَالَى عِيَاناً، فَقُصِدُوا بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَاتُّخِذَتْ قُبُورُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْثَاناً، وَكَانَ أَوَّلُ هَذَا الدَّاءِ الْعَظِيمِ: فِي قَوْمِ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالتَّسْلِيمُ، كَمَا أَخْبَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ الْحَكِيمِ: )قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا * وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا( [نوح: 21-23]. وَقَدْ أَخْرَجَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الأَسْمَاءِ قَالَ: «أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا: أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا؛ وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ –أَيْ: ذَهَبَ-: عُبِدَتْ».

فَالشِّرْكُ الذِي بُعِثَ لِتَطْهِيرِ الأَرْضِ مِنْهُ أَوَّلُ الْمُرْسَلِينَ: هُوَ نَفْسُ الشِّرْكِ الذِي حَذَّرَ مِنْ فِتْنَتِهِ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، فَقَدِ اجْتَمَعَ فِي هَذَا الشِّرْكِ وَالتَّضْلِيلِ: الْجَمْعُ بِيْنَ فِتْنَةِ القُبُورِ وَفِتْنَةِ التَّمَاثِيلِ، وَهَذَا عَيْنُ الْمُحَادَّةِ للهِ تَعَالَى وَالْمُخَالَفَةِ لِشَرْعِهِ وَابْتِدَاعُ دِينٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ النُّصُوصُ عَنِ النَّبِيِّ r بِالنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ وَالتَّغْلِيظِ فِيهِ وَبَيَانِ أنَّهُ صَادِرٌ مِنْ شِرَارِ الْمُخْلُوقِينَ، فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: (إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ r، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ: بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا؛ وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وَمِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ r التِي فُضِّلَ بِهَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: أَنَّ الأَرْضَ جُعِلَتْ لَهُ مَسْجِداً وَطَهُوراً إِلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ، فَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ».

وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ r الْمُصَلِّيَ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبِيْنَ الْقِبَلَةِ قَبْراً، فَهَذَا نَهْيٌ )مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( [طه: 100]، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ؛ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا».

فَمَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِطُرُقِ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ: عَلِمَ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ صِيَانَةٌ لِحِمَى التَّوْحِيدِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». فَإِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ r قَدْ نَهَى أَنْ يُقْصَدَ قَبْرُهُ بِاعْتِيَادٍ، فَمَا الظَّنُّ بِقَبْرِ غَيْرِهِ مِنْ سَادَاتِ الأَوْلِيَاءِ وَالعُبَّادِ وَالزُّهَّادِ؟!.

وَلَقَدْ بَالَغَتِ الْقُرُونُ المُفضَّلَةُ فِي مُتَابَعَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ r؛ وَحذَّرَتْ مِنْ مُخَالَفَتِهِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ إِذَا زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ r وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اللهَ تَعَالَى: اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ؛ وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ الْقَبْرِ؛ ثُمَّ دَعَا، كَمَا قَالَ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ t يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ r ثُمَّ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ الْقَبْرِ ثُمَّ يَدْعُو». وَقَدْ نَصَّ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ r: فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَقْتَ الدُّعَاءِ، حَتَّى لاَ يَدْعُوَ عِنْدَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ.

عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:

إِنَّ الْمُتَتَبِّعَ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ r فِي النَّهْيِ عَنْ تَعْظِيمِ الْقُبُورِ؛ وَمَا نَهَى عَنْهُ أَوْ أَمَرَ بِهِ: يَجِدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَدْ نَوَّعَ النَّهْيَ عَنْ تَعْظِيمِ الْقُبُورِ.

فَتَأَمَّلُوا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ؛ وَتَدَبَّرُوا فِي جَوَامِعِ أَلْفَاظِهَا وَمَعَانِيهَا الْمُنِيفَةِ، فَمَا الذِي يُرْشِدُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَالَ: «قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ t: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r؟ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ؟».

وَمَا الذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ؛ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ؛ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ بِنَاءٌ»؟!.

وَمَا الذِي يُفْهَمُ مِنْ دَلاَلَةِ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذِي أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ r أن تُجَصَّصَ القُبُورُ؛ وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهَا؛ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا؛ وَأَنْ تُوطَأَ»؟!.

فَمَنِ ابْتُلِيَ بِمُخَالَفَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ r؛ وَافْتُتِنَ بِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ: فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ إِسْرَافَيْنِ: إِسْرَافِ الْمَالِ وَتَبْذِيرِهِ فِي الْبِنَاءِ عَلَى القُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الإِسْرَافُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْفِتْنَةِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: )فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( [النُّور: 63]، فَبَيْنَ الْمُبْتَلَى بِمُخَالَفَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ r وَبَيْنَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ بِمُتَابَعَةِ سُنَّتِهِ r مِنَ الْبُعْدِ: أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، كَمَا قِيلَ:

سَارَتْ مُشَرِّقَةً وسِرْتُ مُغَرِّباً       شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَـرِّبِ

رَزَقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمُ الاسْتِقَامَةَ عَلَى مَا أُمِرْنَا بِهِ فِي الْفُرْقَانِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَوَفَّقَنَا لِلاِعْتِصَامِ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ؛ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ؛ مِنَ الْهَدْيِ الْقَوِيمِ؛ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْغَفُورَ الْحَلِيمَ، لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وحَوْبٍ فَتُوبُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

        赞美安拉 —— 万世之主,善果属于敬主之人,不义者将自食恶果。我与感恩者一起赞美主,与赞美者一起感谢主,并坚决摒弃以物配主者对主的举伴行为;我见证万物非主,惟有安拉,独一无二、无始无终、维护天地、主宰报应日的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,是最后一位先知和圣使之尊,他被明确告知:“你和你的前人都受到启示:‘如果你以物配主,你的善功必定无效,而你必将成为亏本之人。’”(39:65)愿主赐福安于他和善良的圣裔、圣洁的圣妻、高贵有福的圣伴及其历代遵循真理的追随者们,直至报应日!

        世人啊!

        你们要敬畏安拉,远离以物配主行为,那是极恶之罪,它会使善功无效。你们切记:以物配主,是对造物主神圣尊严的亵渎。

        认主独一的教胞们:

        除安拉开阔心胸使其幸免迷误者外,大多数人因中魔鬼之计而信仰产生混乱。魔鬼自古至今诱使其追随者受坟墓之害,令其公然以墓中的亡人给安拉举伴,以祈盼和畏惧的心情将这些死者视为崇拜的偶像。世人的这一大通病,最早起于先知努哈(主赐福安)的民众时期,如至尊主在天经中所描述的那样:“【21】努哈说:‘主啊!他们根本不听我的,却去跟随那因财产和子女而变得更加亏本的人。【22】他们策划了一个大阴谋,【23】他们说:绝不要放弃你们的神明,绝不要放弃旺德、素瓦尔、叶巫斯、叶欧格、奈斯尔!’”(71:21-23)

        圣伴阿卜顿拉·本安巴斯(愿主喜爱)在解释上述几个名字时说:“这些原是先知努哈的民族中几位贤者的名字,他们去世后,魔鬼唆使人在其生前待过的地方竖起雕像,并以其名字命名以示纪念。起初,人们并无崇拜之意,但是随着前人的离去,不明真相的后人便开始崇拜起这些雕像来了。”(《布哈里圣训录》)

        人类史上第一位圣使奉命革除的“以物配主”,与最后一位先知严厉禁止的“以物配主”,实际上指的是同一个性质的事情。尊崇坟墓与崇拜雕像,同属于使人迷误的以物配主行为,是挑衅安拉、违反教法、滋生异端的非法举动。先知(主赐福安)对此一再禁绝,严正警告此乃被造物最可恶的行径。

        信士之母 —— 圣妻阿依莎(愿主喜爱)传述:“温目哈比芭和温目赛莱玛(愿主喜爱)告诉先知,她们在埃塞俄比亚见到了一座教堂,里面设有许多雕像。先知说:‘那是因为原先出了一位贤者,贤者死后人们在他的墓旁修建了礼拜堂,并在里面雕了画像。在复生日,那些雕像在安拉看来是最可恶的东西。’”(《两大圣训录》)

        先知穆罕默德(主赐福安)优越于其他先知(主赐福安)的一大特点是:大地于他都是干净的,除了墓地和厕所以外,任何地方都可以用来礼拜和净身。先知(主赐福安)说过:“大地的任何一处都可用作礼拜叩头之地,除了墓地和厕所。”(艾卜赛义德·胡德瑞传述《艾哈迈德圣训录》《艾卜达伍德圣训录》《帖密济圣训录》《伊本玛杰圣训录》)

        先知(主赐福安)禁止礼拜者面对坟墓朝天房方向礼拜,对此禁令,“谁违背,谁就在复生日必负重罪。”(20:100)

        先知(主赐福安)说:“你们不要坐在坟墓上,不要对着坟墓礼拜。”(艾卜麦尔塞德·盖奈维传述《穆斯林圣训录》)

        凡是了解以物配主和举伴主形式的人,都明白这一切是为了维护认主独一的信仰。先知(主赐福安)说:“你们不要把家变得像坟墓一样听不到礼拜和诵读古兰经的声音,不要将我的坟墓变成习俗的场地。你们就给我祝福,无论你们身处何地,你们的祝福都会到达于我。”(艾卜胡莱赖传述《艾哈迈德圣训录》《艾卜达伍德圣训录》)

        安拉的使者(主赐福安)禁止人们将他的坟墓变成习俗的场地,那我们该怎样对待那些贤士、拜士和修士的坟墓呢?

        伊斯兰历史上前三代先驱们遵守圣行特别严格,为了避免违反先知禁令,他们甚至在去探望先知陵墓时,在祝福完先知后会背对陵墓面朝天房向主祈祷。如塞来麦·本瓦尔丹(愿主慈悯)说:“我看见圣伴艾奈斯·本马立克(愿主喜爱)在祝福完先知后,背对墓墙进行祈祷。”

        四大伊玛目都明确规定:当有人去探望先知陵墓时,在祈祷时一定要面向天房,以免对着陵墓祈祷,因为祈祷就是崇拜行为!

        安拉的信民们:

        遵守圣行的人会发现,先知(主赐福安)曾多次严厉禁止尊崇坟墓的行为,我们应该认真领会这些圣训所指的字面和内在含义。

        艾卜罕亚吉·艾赛迪(愿主慈悯)传述:“哈里发阿里·本艾卜塔利卜(愿主喜爱)曾命令我说:‘我派你去执行一项安拉的使者曾派我去执行过的任务好吗?见有被崇拜的雕像,你就把它毁掉;见有被崇拜的坟墓,你就把它平掉。’”(《穆斯林圣训录》)

        圣伴贾比尔·本阿卜顿拉(愿主喜爱)传述:“安拉的使者禁止装修坟墓,禁止坐在坟墓上,禁止在坟墓上修建筑。”(《穆斯林圣训录》)

        圣伴贾比尔·本阿卜顿拉(愿主喜爱)传述:“先知禁止装修坟墓,禁止在坟墓上写颂文,禁止在坟墓上修建筑,禁止践踏坟墓。”(《艾哈迈德圣训录》《艾卜达伍德圣训录》《帖密济圣训录》)

        所以,违背圣行而尊崇坟墓的人,既浪费钱财于修墓,又让自己后世遭难,至尊主说:“让违抗其命令者当心遭难或受痛刑!”(24:63)

        违背圣行而遭难者与遵守圣行而享福者,真是相差十万八千里!

        南辕北辙         何其遥远

        愿主使我们遵守《古兰经》中的一切命令,使我们坚守贵圣所走的中正之道。

        我讲这些,祈望主饶恕我们的一切罪过,向主忏悔吧!主是至恕至慈的。

    为您推荐

    发表评论

    电子邮件地址不会被公开。 必填项已用*标注

    1条评论