( 阿汉对照第152讲 )
一卅柯 · 韩文成 编译
خطبة الجمعة بتاريخ 18 من ذي القعدة 1430هـ الموافق 6 / 11 / 2009م
伊斯兰纪元1430年11月18 日 / 西元2009年11月6日主麻演讲
أدَبُ الْحِوَارِ
对话之礼仪
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَمَرَ بِحُسْنِ الْحِوَارِ وَالْوِفَاقِ، وَنَهَى أَنْ يُجْعَلَ الاِخْتِلاَفُ السَّائِغُ فِي الآرَاءِ سَبِيلاً لِلافْتِرَاقِ وَالشِّقَاقِ، وَغَرَسَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِينَ الْجَانِبِ وَعَظِيمَ الأَخْلاَقِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْداً يَمْلأُ الآفَاقَ، وَأَشْكُرُهُ تَعَالَى وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ أَوْثَقُ وَثَاقٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ نِدَّ وَلاَ مُشَاقَّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ الْخَلْقِ عَلَى الإِطْلاَقِ، وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى الْمَلِكِ الْخَلاَّقِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ عَلاَ فَضْلُهُمْ وَفَاقَ، وَكَانُوا مَفَاتِيحَ لِلْهُدَى وَلِلشَّرِّ أَغْلاَقَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ التَّلاقِ.
أَمَّا بَعْـدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ مَعَاشِرَ الأَخْيَارِ، وَاتَّعِظُوا بِذَهَابِ الأَعْمَارِ، وَتَأَمَّلُوا تَعَاقُبَ الَّليْلِ وَالنَّهَارِ، فَتَزَوَّدُوا بِصَالِحِ الْعَمَلِ، وَتَهَيَّؤُوا لِلِقَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمِيزَانُ الْمَرْءِ عِنْدَ اللهِ صَالِحُ عَمَلِهِ، لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى نَسَبِهِ وَمُلْكِهِ وَمَالِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( [الحجرات:13].
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ الْمُتَأَمِّلَ فِي كَثِيرٍ مِنْ مُشْكِلاَتِنَا عِنْدَ وُقُوعِهَا، وَصُعُوبَةِ حَلِّهَا بَعْدَ حُدُوثِهَا، يَجِدُهُ رَاجِعاً إِلَى فَقْدِ شَيْءٍ مُهِمٍّ فِي التَّعَامُلِ فِيمَا بَيْنَنَا، أَلاَ وَهُوَ فَقْدُ الْحِوَارِ، وَعَدَمُ الاعْتِرَافِ بِالرَّأْيِ الآخَرِ، نَعَمْ! الْحِوَارُ وَالْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، الَّذِي يَكُونُ سَبَباً بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى لِمَعْرِفَةِ الْمُشْكِلَةِ، ثُمَّ حَلِّهَا، أَوْ تَلاَفِي وُقُوعِهَا أَصْلاً.
الْحِوَارُ الَّذِي بَاتَ شِبْهَ مَفْقُودٍ فِي تَعَامُلاَتِنَا، شُعُوباً وَسَاسَةً، عُلَمَاءَ وَمُثَقَّفِينَ، أَفْرَاداً وَأَزْوَاجاً، أُسَراً وَأَقَارِبَ، حَتَّى بَاتَ مَنْطِقُ فِرْعَوْنَ )مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ( [غافر:29] مَنْهَجاً لِلْكَثِيرِ مِنَّا فِي تَعَامُلِهِ وَتَحَاوُرِهِ.
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:
وَعِنْدَ التَّأَمُّلِ فِي نُصُوصِ الْوَحْيَيْنِ، الَّتِي بَيَّنَتِ الْعَقَائِدَ وَالأَحْكَامَ، نَجِدُ أَنَّهَا اتَّخَذَتِ الْحِوَارَ مَنْهَجاً لِلإِقْنَاعِ وَالدَّعْوَةِ وَالإِصْلاَحِ، فَهَا هُوَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلاَ يُحَاوِرُ مَلاَئِكَتَهُ فِي اتِّخَاذِهِ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: )وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( [البقرة:30]، بَلْ حَتَّى إِبْلِيسَ يُحَاوِرُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ، عَنْ سَبَبِ امْتِنَاعِهِ عَنِ السِّجُودِ لآدَمَ u وَهُوَ الْعَلِيمُ بِحَالِهِ، فَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: )فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا ( [الأعراف:11-13].
إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
إِنَّ الْحِوَارَ مَنْهَجٌ شَرْعِيٌّ، وَأَدَبٌ إِسْلاَمِيٌّ، وَحَقٌّ لِكُلِّ صَاحِبِ رَأْيٍ مُوَافِقٍ أَوْ مُخَالِفٍ، وَمَنْ يَرْفُضُ الْحِوَارَ وَلاَ يُطَبِّقُهُ يُخَالِفُ السُّنَنَ الرَّبَّانِيَّةَ، فَالاِخْتِلاَفُ فِي آرَاءِ النَّاسِ أَمْرٌ طَبْعِيٌّ مَا دَامَ مُنْضَبِطاً بِالأَدَبِ وَالْخُلُقِ وَالْحِكْمَةِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: )وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ( [هود:118-119]. وَالْحِوَارُ هُوَ الطَّرِيقُ الأَمْثَلُ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحَقِّ؛ وَلِذَا كَانَ وَسِيلَةَ الأَنْبِيَاءِ فِي دَعْوَتِهِمْ، فَهَذَا نُوحٌ u يُجَادِلُ قَوْمَهُ: )قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ( [هود:32]، وَقَدْ كَانَتْ وَصِيَّةُ اللهِ لِنَبِيِّهِ r )وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( [النحل:125]، وَقَدْ سَارَ عَلَى هَذَا النَّهْجِ الْمَتِينِ، خُلَفَاءُ الأُمَّةِ وَعُلَمَاؤُهَا الْمُصْلِحُونَ، فَحِينَ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلاَنِ مِنَ الْخَوَارِجِ، مُنْكِرِينَ لِرَجْمِ الزَّانِي وَحُرْمَةِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا، زَاعِمِينَ أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، فَحَاوَرَهُمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ وَجَادَلَهُمَا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى انْقَادُوا لِلْحَقِّ رَاغِبِينَ، فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُمَا: كَمْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمَا مِنَ الصَّلاَةِ؟ قَالاَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَسَأَلَهُمَا عِنْ عَدَدِ رَكَعَاتِهَا، فَأَخْبَرَاهُ بِذَلِكَ، وَسَأَلَهُمَا عَنْ مِقْدَارِ الزَّكَاةِ وَنُصُبِهَا، فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: فَهَلْ تَجِدَانِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالاَ: لاَ نَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، قَالَ فَمِنْ أَيْنَ صِرْتُمَا إِلَى ذَلِكَ؟ قَالاَ: فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ r وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَهُ، قَالَ عُمَرُ: فَكَذَلِكَ هَذَا.
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّ لِلْحِوَارِ النَّافِعِ قَوَاعِدَ مُهِمَّةً، وَآدَاباً جَمَّةً، حَتَّى يُؤْتِيَ الْحِوَارُ ثَمَرَتَهُ الْمَنْشُودَةَ، فَمِنْ قَوَاعِدِهِ: تَحْدِيدُ أَوْجُهِ الاتِّفَاقِ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، ثُمَّ التَّعَرُّضُّ لِمَحَلِّ الْخِلاَفِ، حَتَّى يَكُونَ لِهَذَا الْحِوَارِ نَتِيجَةٌ مَرْجُوَّةٌ عِنْدَهَا يَنْتَهِي الْحِوَارُ، فَلا يَمْتَدُّ إِلَى مَا بَعْدَهَا، وَمِنْ قَوَاعِدِ الْحِوَارِ: أَنْ يَكُونَ هَدَفُ الْحِوَارِ الْوُصُولَ إِلَى الْحَقِّ، لاَ الإِثَارَةَ، أَوِ الإِعْجَابَ بِالنَّفْسِ، أَوْ تَمْضِيَةَ الْوَقْتِ، وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «مَا نَاظَرْتُ أَحَداً إِلاَّ وَلَمْ أُبَالِ بَيَّنَ اللهُ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِي أَوْ لِسَانِهِ»، وَمِنْ قَوَاعِدِ الْحِوَارِ: أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ هُنَالِكَ أُمُوراً ثَوَابِتَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ لاَ تَقْبَلُ الاخْتِلاَفَ وَالتَّنَازُلَ، كَأُمَّهَاتِ الشِّرَائِعِ وَأُصُولِ الْعَقَائِدِ، مِمَّا ثَبَتَتْ بِهَا النُّصُوصُ وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، أَمَّا مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ، وَاحْتَمَلَتْهُ النُّصُوصُ، فَهُوَ مَيْدَانُ الْحِوَارِ، وَهُوَ مَحَلُّ إِحْسَانِ الظَّنِّ وَقَبُولِ الاعْتِذَارِ، وَمِنْ هَذِهِ الْقَوَاعِدِ: أَنَّ آرَاءَ الرِّجَالِ جَمِيعَهَا ـ سِوَى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ـ عُرْضَةٌ لِلْقَبُولِ وَالرَّدِّ، بِحَسَبِ مُوَافَقَتِهَا لِلْحَقِّ وَعَدَمِهِ، كَمَا قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: «مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ رَادٌّ وَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ إِلاَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ r».
أُمَّةَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاَقِ:
وَأَمَّا عَنْ أَدَبِ الْحِوَارِ وَالْجِدَالِ، الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِهِ فِي الْمَقَالِ وَالْفِعَالِ، فَإِحْسَانُ الْظَّنِّ مِنْ كِلاَ الطَّرَفَيْنِ، وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ الْمُتَبَادَلَةُ، كَمَا قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «مَا نَاظَرْتُ أَحَداً قَطُّ إِلاَّ أَحْبَبْتُ أَنْ يُوَفَّقَ وَيُسَدَّدَ وَيُعَانَ، وَيَكُونَ عَلَيْهِ رِعَايَةٌ مِنَ اللهِ وَحِفْظٌ». وَمِنَ الأَدَبِ الإِصْغَاءُ الْحَسَنُ لِلْمُحَاوِرِ، وَاسْتِعْمَالُ طَيِّبِ الْكَلاَمِ، دُونَ انْفِعَالٍ أَوْ رَفْعٍ لِلصَّوْتِ، وَانْظُرْ - رَعَاكَ اللهُ - إِلَى حِوَارِ النَّبِيِّ r عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَهُوَ مِنَ عُتَاةِ الْمُشْرِكِينَ فِي مَكَّةَ، كَيْفَ يَسْمَعُ مِنْهُ بِحُسْنِ إِصْغَاءٍ، فَيَقُولُ r: «أَفَرَغْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ». وَمِنَ الأَدَبِ: أَنْ لاَ يَمْتَدَّ اخْتِلاَفُ الرَّأْيِ إِلَى الْقُلُوبِ فَيُفْسِدَهَا، قَالَ يُونُسُ الصَّدَفِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، نَاظَرْتُهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ، ثُمَّ افْتَرَقْنَا، وَلَقِيَنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى أَلاَ يَسْتَقِيمُ أَنْ نَكُونَ إِخْوَاناً، وَإِنْ لَمْ نَتَّفِقْ فِي مَسْأَلَةٍ»، اللهُ أَكْبَرُ، أَلاَ مَا أَعْظَمَهُ مِنْ خُلُقٍ!، وَمَا أَكْرَمَهُ مِنْ أَدَبٍ!، يَنْبَغِي لأَهْلِ الإِسْلاَمِ التَّحَلِّي بِهِ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ مَذَاهِبُهُمُ الْفِقْهِيَّةُ، وَانْتِمَاءَاتُهُمُ الْفِكْرِيَّةُ، مَا دَامُوا لَمْ يَخْرُجُوا عَنْ دَائِرَةِ الإِسْلاَمِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ( [التوبة:71].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ خَيْرُ الغَافِرِينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
赞美安拉命人以良好方式进行对话和解,禁止将合理的不同观点当作分裂和冲突的藉口,他在信士心中播种了温和与美德,赞美我主誉满宇宙,感谢我主恩泽万物。我见证万物非主,惟有安拉,独一无二、绝无对手的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,是万物之精华和最高贵的人,愿主赐福安于他和圣裔,以及出类拔萃、扬善抑恶的圣伴及其遵循真理的后继者们,直至报应日!
安拉的仆民啊!
你们要敬畏安拉,以流逝年华为鉴,感悟日夜更替,预备善行旅费,时刻准备去见安拉。安拉注重人的善行,不看人的出身、权势和财富:“在安拉看来,你们中的最高贵者是最敬畏主的人,安拉是全知彻晓的主。”(49:13)
各位教胞:
冷静思考发生在我们当中的许多问题,以及在解决这些问题时遇到的困难,就会发现这是由于缺乏真诚的对话和轻易否定他人不同意见而造成的。其实,以良好的方式进行对话和辩论,是认识和解决问题并杜绝问题发生的最佳手段。
可是,在现实生活中我们很难看到人们用良好的方式进行对话,统治者与人民之间、宗教学者与知识份子之间、家庭成员之间都普遍缺乏真诚的对话,人人都以法老的逻辑对待他人:“法老说:‘我只向你们发布我的指示,我指导你们的才是正确的道路。’”(40:29)这已成为很多人在与他人交往和对话时的惯性思维。
各位穆斯林:
只要认真学习有关教律信条的经训明文,我们就会发现对话是进行说服、宣教和革新的主要手段!
至尊无比的主在创造人类时与天神们进行对话:“昔日,你的主对众天神说:‘我要在地上造一个代理者。’他们说:‘有我们赞美和崇敬您,你还要在地上造化为非作歹和杀人放血的人吗?’主说:‘我知你们所不知的。’”(2:30)
至尊主甚至与易比劣厮对话,全知一切主的主问它为何拒绝向阿丹(主赐福安)下拜:“【11】天神们都下拜了,唯独易比劣厮没有下拜。【12】主说:‘在我命令你的时候,你为何不下拜呢?’他说:‘我比他强,我是你用火造的,而他是你用泥土造的。’【13】主说:‘你从这里滚下去!’”(7:11-13)
对话是合法手段和伊斯兰礼仪,是每个持相同或不同意见者的权利。凡拒绝对话和不遵守对话礼仪的人是在违反主的常道,因为不违背礼仪、道德、智慧的分歧意见是人性的正常表现:“【118】假若你的主愿意,他必定使人类成为-个民族。他们还会继续分歧,【119】只有你主所慈悯的人除外。他就是为此而造化了他们。”(11:118-119)
对话是获取真理的最理想方式,也是历代先知宣教时采用的主要手段。先知努哈(主赐福安)长期与人辩论:“他们说:‘努哈啊!你与我们争论的太多了,如果你的话属实,那就把吓唬我们的东西拿出来!’”(11:32)
安拉嘱咐先知穆罕默德(主赐福安)说:“你要用智慧和善言劝人遵循主的道路,并以最好的方式与人辩论。”(16:125)
伊斯兰的清廉哈里发和历代革新家们遵循的也是这条路线。曾有两个哈瓦里吉派的人去找伍玛亚王朝的哈里发欧麦尔·本阿卜杜勒阿齐兹,针对处死奸夫淫妇和禁止姑妈与侄女或姨妈与外甥女同嫁一夫之事提出了质疑,声称这在《古兰经》中并没有明文规定。欧麦尔·本阿卜杜勒阿齐兹(愿主喜爱)作为帝国的元首,他没有恃强凌弱,而是以最好的方式与他们进行了对话,直到他们心甘情愿地听从了真理。他先询问他俩:“安拉规定的主命拜有多少?”他俩回答说:“一天有五番拜。”接着他问每番拜的拜数,他俩一一作了回答;他又询问天课的比例,他俩也做了回答。然后他问道:“在《古兰经》中有没有提及礼拜的拜数和天课的比例?”他俩说:“没有提到。”于是他问道:“那你们是怎么得知这些的?”他俩回答说:“安拉的使者和后来的穆斯林都是这样做的。”欧麦尔便说道:“你们所质疑的问题也属于同样的道理。”
各位伊斯兰教胞:
对话时需要遵守一些重要的规则和礼仪:
1)先确定双方的共同点,然后讨论分歧点,直到产生预期的效果。注意在讨论时不要偏离主题。
2)对话的目的是获取真理,而非挑起是非、突出自我、浪费时光。伊玛目沙斐仪(愿主慈悯)说得好:“我不管与谁辩论,只是想让安拉通过我之口或他之口阐明真理。”
3)对经训明文已确定的和穆斯林大众已公决的信仰教法原则不容妥协,对话范围限于学者的不同观点和经训明文尚容讨论的问题,但须做到彼此善意理解和接受道歉。
4)除了先知们(主赐福安)以外,任何人的意见都可以根据是否与真理相合而被接受或拒绝,如伊玛目马立克(愿主慈悯)所说:“除此墓中人(指先知)外,我们任何人的意见既可以驳斥人也可以被人驳斥。”
5)对话双方要善意理解和宽容对方,如伊玛目沙斐仪(愿主慈悯)所说:“我不与人辩论,除非想帮助他得到纠错的机会,从而获得主的护佑。”
6)认真倾听对方表述,用辞优美恰当,不要情绪激动和高嗓门压人。请看 —— 愿主护佑你!—— 先知(主赐福安)与欧特白·本莱比尔的对话,此人是麦开的一个多神教暴徒,先知曾耐心地听他辱骂后说道:“艾卜瓦利德啊!你讲完了吗?”(意为瓦利德的父亲啊!阿拉伯人在尊重对方时不直呼其名,而称某某人之父。)
7)不要因意见不合而怀恨在心,以免心理不健康。优努斯·塞戴斐说过:“我没有见过比沙斐仪更理性的人,有一次我与他在争辩一个问题后不欢而散。可是当他再见到我时却主动上前拉着我的手说:‘艾卜穆萨啊!我们意见不一致,难道就不能做兄弟吗?’”
安拉至大!这是多么高尚的品德啊!多么优雅的礼仪啊!作为伊斯兰人,我们都应该具备这种美德,即便教法观点不同、思想认识迥异,只要没有超出伊斯兰范围,大家都是穆民兄弟!至尊主教导我们说:“男女信士互为盟友。”(9:71)
我讲这些,祈望主饶恕我和你们以及所有的穆斯林,向主忏悔吧!他是最能宽恕和最最仁慈的主。
1条评论