( 阿汉对照第170讲 )
一卅柯 · 韩文成 编译
خطبة الجمعة بتاريخ 26 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 12 / 3 / 2010م
伊斯兰纪元1431年3月26 日 / 西元2010年3月12日主麻演讲
حُبُّ الْأَوْطَانِ مِنَ الدِّينِ
爱恋故乡属于信仰
الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ([آل عمران:102].
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([النساء:1].
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا([الأحزاب:70ـ71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
أيهُّا المسلمونَ:
إنَّ حُبَّ الْوَطَنِ وَالتَّعَلُّقَ به وَالْحَنِينَ إليه أَمْرٌ فِطْرِيٌّ مَرْكُوزٌ فِي النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ، فهو مَهْدُ الطُّفُولَةِ، وَمَدْرَجُ الصِّبَا، وَمَغْنَى الشَّبَابِ، وسجل الذكريات، يعيش فيه الإِنْسَانُ فيألف أَرْضَهُ وَسَمَاءَهُ، ويرتبط بسهوله وجباله وأشجاره وغدرانه، يألف حره وبرده وتقلباته، ويحس فيه بالسعادة الغامرة والأنس الجميل.
فَكُلُّ خَيْرٍ يَجِدُهُ الإِنْسَانُ فِي ثَرَى وَطَنِهِ، وَكُلُّ نِعْمَةٍ يُنْعِمُ اللهُ بِهَا عَلَيْهِ تَعْقِدُ وَشِيجَةً ورباطا زائداً بينه وبين ذلك الصقع من أرض الله، وَلاَ يَنْسَى الإنسان أن تِلْكَ الأَرْضَ هي الَّتِي احْتَضَنَتْهُ واكتنفته وهو أحوج ما يكون إلى ذلك قبل أن ينشئ أي علاقة أخرى مع أي مكان كان.
ونحن نلاحظ أن هذا الحنين إلى الأوطان أمر في غريزة كثير من المخلوقات فهي تنجذب إلى مآلفها ومواطنها كلما فارقتها أو ابتعدت عنها، فحنين الإبل إلى مرابضها والأطيار إلى أوكارها كل ذلك من سنة الله.
عبادَ اللهِ:
إِنَّ الإِسْلاَمَ لاَ يَتَنَكَّرُ لِلْفِطْرَةِ البَشَرِيَّةِ، وَلاَ يُحَارِبُ الطِّبَاعَ الإِنْسَانِيَّةَ، بل تلك أحداث السيرة تَقُصُّ عَلَيْنَا كيف وقف رسول الله r يخاطب مكة ذلك الخطاب الذي يُدْمِعُ الْعَيْنَ ويجرح القلب بَعْدَ مَا مَكَثَ بَيْنَ أَظْهُرِ أَهْلِهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً يَدْعُوهُمْ لِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ وَنَبْذِ الشِّرْكِ، فناله منهم أعظمُ الإيذاء والتكذيب.
وَحِينَ طَفَحَ الْكَيْلُ وَبَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، وَقَرَّرُوا قَتْلَ النبي r فِي مُؤَامَرَةِ دَارِ النَّدْوَةِ، خرج رسول الله r من مكة، ولكنه لم يخرج ناقما عليها ولا كارها لها لما ناله فيها خلال تلك السنين، بل ودعها بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَقْطُرُ رِقَّةً وحبا وَحَنِيناً وإيمانا ، فقال: " واللهِ إنَّكِ لأحبُّ البقاعِ إلى اللهِ وأحبُّ البقاعِ إليَّ، ولولا أنَّ قوْمَكِ أخرجُونِي منكِ ما خَرَجْتُ " [أخرجَه الحاكِمُ].
وَكَذَلِكَ كَانَ أَصْحَابُ رسول الله r يحنون إلى مكة بَعْدَ مَا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَوَجَدُوا فِيهَا من الإيواء والمؤازرة والتبجيل ما شهد القرآن لأهله شهادته الخالدة: ) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( [الحشر: 9]
فلَمْ تُنْسِ الْمَدِينةُ أَهْلَ مَكَّةَ الْحَنِينَ إِلَيْهَا، فَكَانَ بِلاَلٌ رضي الله عنه وَقَدْ أَصَابَتْهُ حُمَّى الْمَدِينَةِ ويرفع بها عقيرته:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمـاً مِيَاهَ مِجَـنَّةٍ وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
إخوةَ الإيمانِ:
وَهَا نَحْنُ أُولاَءِ قَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي وَطَنِنَا بِأَنْوَاعِ النِّعَمِ فأغدق علينا من الرزق الحلال وجعل بلادنا آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، أَطْعَمَنَا مِنْ جُوعٍ وَآمَنَنَا مِنْ خَوْفٍ، كبت أعداءنا وأجاب دعاءنا، وهيأ لنا من أَسْبَابِ الرَّاحَةِ وَالسَّعَادَةِ ما لا قبل لنا بشكره ولو صرفنا في ذلك العمر كله ، أَمْنٌ قَائِمٌ ، وعيش رغيد ، وَحَيَاةٌ هَنِيَّةٌ ، عمار وأمان وقرار، وَقَدِ امْتَنَّ اللهُ تَعَالَى بِبَعْضِ ذلك عَلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ عز وجل: ) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ( [العنكبوت: 67] وإِنَّهَا لَمِنَّةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ الأَمْنَ، في حين أن الناس إلى جانبك يتخطفون من الخوف، لاَ يَهْنَأُ لَهُمْ عَيْشٌ وَلاَ يَهْدَأُ لَهُمْ بَالٌ ولا يقر لهم قرار، كما خاطب الله تعالى المسلمين بعد بدر مذكراً لهم بما كانوا فيه في مكة : ) وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( [الأنفال: 26].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إن من مظاهر حب الوطن أن يعمل الإنسان ما استطاع من أجل حماية مكاسبه وصيانة خيراته ومقدراته، ويكون عينا حارسة له من كل عدو ومتربص في الداخل أو الخارج، وإن ذلك - مع تقوى الله والشعور بنعمته – شكر لهذه النعمة واستدامة لها بإذن الله، قال الله سبحانه: ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ( [إبراهيم: 7]
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
一切荣耀属于安拉,我们赞美主、求主佑助、求主宽恕,求主保佑我们免遭自身恶行的伤害;受主指引者无人能迷误之,遭主弃绝者无人能引导之;我作证万物非主,惟有安拉,独一无二的主;我作证先知穆罕默德是主的仆人和使者,愿主赐福安于他和圣裔及全体圣伴们!
“信士们啊!你们要虔诚地敬畏安拉,只应以顺从者的身份死亡。”(3:102)
“世人啊!你们要敬畏造化了你们的主,他创造一人,并从中造出其配偶,由他俩繁衍出许许多多的男女。你们要敬畏你们相互以其名义进行诉求的主,并敬重亲属关系,安拉是监察你们的主。”(4:1)
“【70】信士们啊!你们要敬畏安拉,并说正确的话,【71】安拉就会改善你们的行为,宽恕你们的罪过。顺从安拉及其使者的人必获巨大的成功。”(33:70-71)
珍贵不过安拉的经典,美好不过先知的道路,丑恶不过离经叛道,离经叛道就是异端行为,异端行为就是迷误行为,迷误行为必遭火狱之灾。
各位穆斯林:
热爱故乡和怀念故土,是人类的天赋情感。那是童年的摇篮,幼儿的学步,青春之歌,成长的回忆。生活在故乡的人们,习惯家乡的土地和天空,熟悉家乡的山水草木,适应家乡的气候变化,人在故土多能感到异地无法替代的喜悦之情。
安拉使人在家乡所获的每一个恩典,和人在故土上得到的每一次幸福,都会让人与那一方水土结下深厚的感情,令人无法忘记那块曾经拥抱和养育过他的土地。游子无论身处何地,故乡总是令其魂牵梦绕的地方。
我们注意到,依恋故乡也是许多动物的本能,无论离开多久多远,它们总能返回到最初的栖息地,骆驼恋圈和飞鸟恋巢等,都是安拉造就的自然现象。
安拉的仆民啊!
伊斯兰从不违反人类的天性,先知穆罕默德(愿主福安之)的感人事迹告诉我们,他被迫离开自己的故乡麦加时曾讲过一番令人伤心落泪的话。
他曾在麦加宣教十三年,号召人们放弃多神崇拜而只崇拜独一的安拉,于是遭到了权贵们的极力反对和残酷迫害。到了最后,逆徒们开会密谋决定杀死先知时,安拉的使者(愿主福安之)奉主之命进行迁徙。临别之际,他没有因为自己在这些年所受的遭遇而怨恨这座城市,而是以饱含深情和坚定信念的话语向它告别:“以安拉起誓!你是安拉最喜欢的地方,也是我最热爱的故乡,要不是你的居民逼迫我离开,我是舍不得离你而去。”(《哈克目圣训录》第1787段)
圣伴们跟随先知(愿主福安之)迁徙到麦迪那后也常思念故乡,于是辅士们给予了他们很好的安置、帮助和抚慰,《古兰经》对此做了永恒的见证:“还有那些先于他们安居家园并坚守正信的人(辅士),他们爱护迁徙而来的教胞,对迁士所得之物毫不动心,他们宁肯自己生活窘迫也要克己让人。戒除内心贪欲的人是成功者。”(59:9)
尽管如此,身在麦迪那的麦加人还是念念不忘自己的故乡,比如圣伴比俩里(愿主喜爱之)在麦迪那生病发烧时曾大声呻吟:
还能在麦加谷地睡一觉吗 闻闻萱草和狼尾草的味道
还能喝到麦剑耐的泉水吗 还能见夏迈和泰菲勒山吗
各位教胞:
至尊主给了我们各种各样的恩典,给我们降下了丰富的佳美给养,使我们家乡安定,生活富裕,供我们食物免饥饿、保我们安全免恐惧。他击败了我们的敌人,应答了我们的祈求,为我们提供了获取幸福的各种手段,所赐的恩典令我们终生感激不尽,他使我们生命安全、生活舒适、安居乐业,如同曾赐给古莱什人的恩典:“难道他们没有看到我使圣城成为平安之地,而其周围的人们却饱受蹂躏吗?难道他们还信谬误而否认安拉的恩惠吗?”(29:67)
这确实是巨大的恩典,安拉使我们得到安全,而世界上有许多人却处在恐惧之中,他们生活不定、心神不宁。在百德尔战役后,安拉提醒穆斯林不要忘记以前的处境:“你们要记住,当初你们只是软弱可欺的少数,你们担心遭人劫掠。是他让你们得以安居,援助你们取得了胜利,并赏赐你们佳肴美食,但愿你们感恩。”(8:26)
各位信士:
热爱故乡的表现是:尽力保护家乡的财富和各项果实,保卫故土不受任何敌人的侵犯。除了敬畏主和感谢主之外,爱护故乡也是感恩和保持主的恩典的表现,至尊主说:“当时,你们的主宣布:‘如果你们知恩感激,我必给你们增加恩典;如果你们忘恩负义,我的惩罚肯定是严厉的。’”(14:7)
我讲这些,祈望主饶恕我和你们大家,向主忏悔吧!主是至恕至慈的。
1条评论