行为印证定然(呼图白)

  呼图白讲坛

 ( 阿汉对照第166讲 )

 一卅柯 · 韩文成    编译

خطبة الجمعة بتاريخ 28 من صفر 1431هـ الموافق 12 / 2 / 2010م

伊斯兰纪元1431年2月28 日 / 西元2010年2月12日主麻演讲


 

كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَـا خُلِقَ لَهُ

行为印证定然

 

الْحَمْدُ للهِ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، وَالنَّوَالِ وَالإِفْضَالِ وَالإِنْعَامِ، لَهُ الْمِنَنُ الْجِسَامُ، وَالأَيَادِي الْعِظَامُ، قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ، ثـُـمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيـَّـامٍ. أَحْمَدُ رَبِّي حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فَيهِ عَلَى تَفَرُّدِهِ بِالْمَنْعِ وَالإِعْطَاءِ، وَالإِمَاتَةِ وَالإِحْيَاءِ، وَالنَّقْضِ وَالإِبْرَامِ. وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ الذِي لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا وَرَسُولَنَا، وَحَبِيبَنَا وَخَلِيلَنَا، خَيْرُ الأَنَامِ، أَخْرَجَ اللهُ بِهِ النـَّـاسَ إِلَى النـُّـورِ بَعْدَ تَقَلُّبِهِمْ في حَنَادِسِ الظـَّـلاَمِ، فَدَعاهُمْ إلِى الجَنَّةِ دَارِ السَّلامِ. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَصْحَابِهِ الْكِرَامِ، صَلاَةً وَسَلاَماً دَائِمَيْنِ مُتَعَاقِبَيْنِ مَا تَعَاقَبَتِ اللَّيَالِي وَالأَيـَّامُ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ( ]آل عمران: 102(

عِبَادَ اللهِ المُؤْمِنِينَ:

إِنَّ الإِيـمَانَ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ مِنْ أَرْكَانِ الإِيمانِ وَقَوَاعِدِ الدِّينِ، وَلاَ حَظَّ فِي الإِسْلاَمِ لِمَنْ لمْ يُوقِنْ بِهِ حَقَّ اليَقِينِ. وَالْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ: مِنْهُ مَا جَرَى فِيهِ القَلَمُ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ فِي جَمِيعِ الأَكْوَانِ، وَمِنْهُ مَا جَرَى فِيهِ القَلَمُ فِي خَاصَّةِ شُؤُونِ الإِنْسَانِ. فَأَمَّا التَّقْدِيرُ الْعَامُّ: فَإِنَّهُ سَبَقَ خَلْقَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ العِظَامِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: "كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ".

وَأَمَّا التَّقْدِيرُ الْخَاصُّ بِكْلِّ إِنْسَانٍ؛ وَمَا يَجْرِي لَهُ فِي هَذِهِ الدَّارِ مِنَ الاِبْتِلاَءِ وَالاِمْتِحانِ: فَإِنَّهُ سُطِّرَ عَلَيْهِ أَيْضاً وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ مِنْهُ عَلَى الدُّنْيَا الْعَيْنَانِ؛ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ r؛ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ:"إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، ويُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَملِهِ؛ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَالذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْـبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ؛ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِراعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ؛ فيعملُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".

وسَبْقُ الْمَقَادِيرِ بِالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ؛ لاَ يَقْتَضِي تَرْكَ الأَعْمَالِ مَعْشَرَ الفُضَلاءِ، بَلْ يَقْتَضِي الاِجْتِهَادَ وَالْحِرْصَ وَالْعَمَلَ، حَتَّى يَأتِيَ الْعَبْدَ اليَقِينُ وَالأَجَلُ؛ فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ:"كُنَّا فِي جَنازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ r، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، ومَعَهُ مِخْصَرَةٌ – وهِيَ مَا يَخْتَصِرُهُ الإِنْسَانُ مِنْ عَصاً- فنكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ؛ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الَجنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ وقَدَ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: "مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ؛ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؛ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، اعْمَلُوا؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ؛ فَيُيَسَّرُونَ لعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ؛ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ r:]وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى*وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى* إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى* فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى( ]اللَّيل: 1-10(.

وَقَدْ فَطَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ جَمِيعَ الْبَرِيَّةِ؛ عَلَى الْـحِرْصِ عَلَى الأَسْبَابِ التِي بِهَا مَرَامُ مَعَاشِهِمْ ومَصَالِحِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ، بَلْ فَطَرَ اللهُ عَلَى ذلكَ جَمِيعَ المخْلُوقَاتِ البَهِيمِيَّةِ. فنَجِدُ أنَّ العَبْدَ إنَّمَا يَنَالُ مَا قُدِّرَ لَهُ بالسَّبَبِ الذِي مُكِّنَ مِنْهُ وهُيِّئَ لَهُ وأُقْدِرَ عَلَيْهِ، وَكُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ اجْتِهَاداً فِي تَـحْصِيلِ السَّبَبِ كانَ حُصُولُ المقْدُورِ أدْنَى إِلَيْهِ.وهَذَا كَمَا إِذا قُدِّرَ لِلْعَبْدِ أَنْ يُوهَبَ الوَلَدَ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَنَالُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالنِّكَاحِ.وَكَمَا إِذَا قُدِّرَ لَهُ أنْ يَحْصُدَ الزَّرْعَ؛ فإنَّهُ لا يَنَالُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالبَذْرِ فِي بَاكُورَةِ الصَّبَاحِ.وَكَما إذا قُدِّرَ لَهُ أنْ يَرْوِيَ غَلِيلَهُ؛ فإنَّهُ لاَ يَنَالُ ذَلِكَ إلاَّ بِالنَّهَلِ مِنَ المَاءِ الْقَرَاحِ.

عِبَادَ اللهِ الْمؤْمِنِينَ:

لَقَدْ أَرْشَدَ النَّبيُّ r أُمَّتَهُ فِي بَابِ القَضَاءِ وَالْقَدَرِ إِلَى أَمْرَيْنِ؛ بِهِمَا يَطْمَئِنُّ القَلْبُ وتَقَرُّ الْعَيْنُ:

أوَّلُهُمَا: الإِيَمانُ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ؛ لأِنَّهُ نِظَامُ التَّوْحِيدِ.

وَثَانِيهِمَا: الإِتْيَانُ بِالأَسْبَابِ التِي تُوَصِّلُ إِلَى الْخَيْرِ، وَتَحْجُزُ عَنِ الضَّيْرِ، لأَنَّهُ نِظَامُ الْعَيْشِ السَّعِيدِ.

كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:"المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، ولَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ؛ ومَا شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ". فسَائِلْ نَفْسَكَ يَا عَبْدَاللهِ؛ وَسَائِلِي نَفْسَكِ يَا أمَةَ اللهِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَتَسَخَّطُ الْعَبْدُ مِنَ القَضَاءِ وَالْقَدَرِ ويَضْجَرُ؟ وعَلَى أَيِّ أَمْرٍ يُخاصِمُ الْعَبْدُ رَبَّهُ ويَفْجُرُ؟أعَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ وقُضِيَ قَبْلَ أنْ تُخْلَقَ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ؟ أَمْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ وقُضِيَ وهُوَ قِطْعَةُ لَحْمٍ مُسْتَوْدَعَةٌ فِي الأَرْحَامِ؟.

فَالْوَاجِبُ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ لاَ يَشْتَغِلَ بِمُخَاصَمَةِ رَبِّهِ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَشْتَغِلَ بمُطَالَعَةِ ذَنْبِهِ، فإِنَّهُ مَا سُلِّطَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الكُرُوبُ؛ وَمَا ابْتُلِيَ بِهَذِهِ الخُطُوبِ: إِلاَّ بِسَبَبِ مَا كَسَبَتْهُ يَدَاهُ مِنَ الْـحُوَبِ وَالذُّنُوبِ.

وَإِذَا عُلِمَ أنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ قَدْ سَبَقَ بِهِ الْكِتَابُ؛ فَالْوَاجِبُ عَلَى أُولِي الأَلْبَابِ: أَنْ يَأخُذُوا بِالأَسْبَابِ، وَأَنْ يَرْضَوْا ويُسَلِّمُوا لهَا حتَّى لا يُحْرَمُوا الأَجْرَ والثَّوَابَ.فَإِذَا ابْتُلِيتَ يَا عَبْدَاللهِ بِمَا فِي حَشْوِ هَذَا المَقْضِيِّ المُقَدَّرِ مِنَ الغُمُومِ، وَإِذَا ابْتُلِيتِ يَا أَمَةَ اللهِ بِمَا فِي ضِمْنِ هَذا المَقْضِيِّ المُقدَّرِ مِنَ الهُمُومِ: فَعَلَيْكُمَا باللَّجَأِ إلى الْحَيِّ القَيُّومِ.

وَأَمَارةُ ذَلِكَ وَعَلاَمَاتُهُ: أَنْ يُوَطِّنَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ حِينَ وُقُوعِ الْمَقْضِيِّ المُقدَّرِ عَلَيْهِ عَلَى الصَّبْرِ عِندَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.كَمَا فِي صَحِيحِ البُخارِيِّ ومُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أنسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: "مَرَّ رَسُولُ اللهِ r عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ عَلَى صَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ r: اتَّقِي اللهَ واصْبِرِي. فَقَالَتْ المرْأَةُ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي – وَلَمْ تَعْرِفِ المرْأَةُ رَسُولَ اللهِ r فَلَمَّا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ r قِيلَ لِلْمَرْأَةِ: إنَّهُ رَسُولُ اللهِ r، فأخَذَهَا مِثْلُ المَوْتِ، فأَتَتِ المرْأَةُ بَابَ رَسُولِ اللهِ r فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بابِهِ بَوَّابِينَ، فقالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَمْ أعْرِفْكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ r: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى".

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِهَدْيِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ، الْهَادِي إِلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، وَالدَّاعِي إِلَى الدِّينِ القَوِيمِ، أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا عَمِلْتُ وعَمِلْتُمْ، فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً، وَلِلْمُحْسِنِينَ شَكُوراً.

        赞美安拉 —— 至尊无比、无限荣耀、普降恩泽、特赐恩典、洪恩浩荡、慷慨施恩的主,主在创造宇宙五万年前早已定好了众生之命运,然后在六日内创造了天地万物。衷心赞美我主无限美好吉祥,独掌生杀予夺和兴衰废立之大权。我见证万物非主,惟有安拉,独一无二、掌管一切、神圣至安、永生不灭、维护万物、永不休眠的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,是人类之精华和我们最敬爱的人,主派他将徘徊于黑暗中的人类引向光明,并号召世人追求永恒的天堂,愿主赐福安于他和圣裔、圣妻及全体圣伴们,直到日久天长!

        安拉的仆民啊!

        至尊主在睿哲的天经中说:“信士们啊!你们要虔诚地敬畏安拉,只应以顺从者的身份死亡。”(3:102)

        各位信士:

        信前定和定然是正信要素和正教基础之一,不坚信前定和定然的人与伊斯兰无缘。前定和定然分两种:宇宙宏观前定,个人微观前定。

        宇宙宏观前定,早在造化万物之前就已定好。先知(愿主福安之)说:“安拉在造化天地五万年之前就已经定好了众生的一切。”(阿布顿拉·本阿莫尔·本阿斯传述《穆斯林圣训录》第2653段)

        个人微观前定,人在娘胎里时就已定好。先知(愿主福安之)说:“人人最初是附着在母亲子宫内的一滴精液,四十天后变成一块血,再过四十天后变成一块肉团,再过四十天后一位天神奉主之命前来给其吹入灵魂,并写定其四件事:给养、寿限、行为、祸福。以独一无二的主起誓!有的人做事看似天堂人的行为,距离天堂只剩一尺之遥,然而天命注定去犯火狱人的罪行,最后坠入火狱;有的人做事看似火狱人的行为,距离火狱只剩一尺之遥,然而天命注定去干天堂人的善行,最后进入天堂。”(阿布顿拉·本麦斯欧德传述《布哈里圣训录》第6594段、《穆斯林圣训录》第2643段)

        说人祸福已定,并非要人消极不动,而是要积极主动去作为,做到生命不息奋斗不止。大贤阿里·本艾卜塔利布(愿主喜爱之)传述:“我们到柏给尔陵园送葬,先知拄着一根手杖来到我们跟前坐下,我们也围着他而坐。先知以杖击地低头沉思了一会儿,然后说道:‘任何人,任何有生命的人,其在天堂或火狱中的位置早已被安拉定好,早被注定要么薄福、要么有福。’于是有人说道:‘安拉的使者啊!既然如此,我们是否可以依赖前定而放弃作为呢?’先知说:‘有福之人终归有有福者的举动,薄福之人终归有薄福者的举动。你们积极作为吧!每个人的行为印证其定然,有福之人容易做有福者的行为,薄福之人容易做薄福者的行为。’接着先知念道:‘【1】以笼罩的黑夜为证,【2】以明亮的白昼为证,【3】以造化男性和女性的主为证,【4】你们的行为确实不同。【5】凡慷慨施舍、敬畏安拉,【6】并信仰至善的人,【7】我会使其容易得到善果。【8凡自私吝啬、狂妄自负,【9】并否认至善的人,【10】我会使其容易得到恶果。’(92:1-10)”(《布哈里圣训录》第1362段、《穆斯林圣训录》第2647段)

        安拉给众生定就的法则是:只有重视手段才能谋得生活利益。人只有通过力所能及的手段,才能得到前定了的东西。一个人越是积极想方设法,就离为他前定好的目标越近。一个人前定中有孩子,他只有通过结婚才能生育孩子。一个人前定中有丰收,他只有通过播种才能收获庄稼。一个人前定中会以水止渴,他必须喝了水才能解渴。

        安拉的信民啊!

        对于前定和定然,先知(愿主福安之)指示教民两件事,以便信士心神宁静安于天命:

        第一:相信前定和定然,因为这是认主独一的信仰原则。

        第二:采用趋利避害的各种手段,因为这是谋生的法则。

        正如先知(愿主福安之)所说:“虽说各有各的福分,但在安拉看来,强壮的信士胜于懦弱的信士。你要重视有益于你的事情,凡事求助于主而不要产生绝望。遇事不要说:‘假如我当时如何结果就会如何的话。’而应说:‘这是安拉的定然,安拉欲为之事定然发生。’‘假如’一词会让魔鬼有机可乘。”(艾卜胡莱赖传述《穆斯林圣训录》第2664段)

        人人都应该想一想:人靠什么能够抗衡主的前定和定然?人在哪一件事情上能够跟主作对?人是能改变早在造化天地万物五万年前就已定好了的事情呢?还是能改变自己尚是母亲子宫内的一块肉团时就已定好了的事情?

        人能做的不是与主较劲,而是应该反省自身的行为。一旦明白了前定和定然已成定局,就应该从容应对前定,对定然之事坦然接受无怨无悔,以免失去接受主的回赐和奖赏的机会。在遭遇无法避免的前定之痛苦时,应及时求助于永生不灭和维护万物的主。

        人求助于主的标志是:在遭遇前定的灾难时,使自己在第一时间里能够做到忍耐。圣伴艾奈斯·本马立克(愿主喜爱之)传述:“先知曾见一位妇女在一座坟前为失去孩子痛哭不已,便前去安慰她说:‘你要敬畏安拉,节哀忍耐。’那位元妇女因不认识先知便没好气地回道:‘走开!那是因为你没有遇到我这样的遭遇。’先知离开后,有人告诉她那人就是先知。她听后大吃一惊,急忙跑去先知家道歉。她在门口没有发现门卫,便进去对先知说:‘安拉的使者啊!我没有认出您来。’先知对她说:‘人在最初受到打击时一定要忍耐。’”(《布哈里圣训录》第1283段、《穆斯林圣训录》第926段)

        愿主以伟大的《古兰经》赐福我和你们,使我们大家受益于指引正道和宣扬正教的先知之路。

        我讲这些,祈望主饶恕我和你们所犯的罪过,向主忏悔吧!主会宽恕忏悔者、奖赏行善者。

    为您推荐

    发表评论

    电子邮件地址不会被公开。 必填项已用*标注

    1条评论