( 阿汉对照第168讲 )
一卅柯 · 韩文成 编译
خطبة الجمعة بتاريخ 5 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 19 / 2 / 2010م
伊斯兰纪元1431年3月12 日 / 西元2010年2月26日主麻演讲
الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ وَالنِّعْمَةُ الْمُسْدَاةُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
先知是主给人类的慈悯
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أما بعد:
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، واعلموا أن الله صلى على نبيـه قديماً فقال تعالى: ]لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ[ [164: آل عمران]
أيها الأحبة في الله:
يمنّ الله على المؤمنين ببعثة الرسول -r- مع أنه بعث إلى الناس كافة، ولكنه خص المؤمنين لكونهم المنتفعين ببعثته. فهو من أنفسهم، مثلهم يفهمون كلامه، ولا يحتاجون إلى ترجمان: ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[ [إبراهيم: 4]، بل هو من أشرفهم نسباً، وأكرمهم محتداً .. وهو من أنفسهم، بشر مثلهم، يأنسون به، ولو كان ملكاً لم يحصل لهم كمال الأنس: "قل إنما أنا بشر وهذه منّة من الله تعالى تتلوها منن: يتلو عليهم آياته في كتاب ربهم. ويزكيهم ويطهرهم من جميع الأرجاس التي يغرقون فيها إلى آذانهم .. ويعلمهم الكتاب والحكمة: القرآن والسنة، ويخرجهم من ظلمات الجهل والأمية. وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وأي ضلال أشد مما كانوا فيه من ضلال؟
ضلال في العقيدة، حيث كان لكل قبيلة صنم، بل كان لكل بيت صنم، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً وتدرجوا من عبادة الأصنام إلى عبادة الأحجار.
أخرج البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: "كنا نعبد الحجر،فإذا وجدنا حجراً خيراً منه ألقيناه وأخذنا الآخر".
أرأيت إلى هذه العقلية الضالة كيف تفكر؟ وكيف تعتقد؟ وكيف تصنع آلهتها؟ يعبدون ما ينحتون،حتى إذا خجلوا من أنفسهم قالوا: ]مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[ [الزمر:3]، ]بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ[ [الزخرف:22]، يتوارثون الكفر كابراً عن كابر، دون دليل من كتاب أو أثارة من علم، أو حياء من أنفسهم.
وضلال في المجتمع حيث تحرم المرأة من أبسط حقوقها وكانت تورث ولا ترث،وتعضل بعد طلاقها من زوجها أو بعد وفاته، وتكون من نصيب أول من يضع ثوبه عليها. وأشد من ذلك ما بلغته الجاهلية من كراهيتهم للبنات إلى حد دفنها حية في التراب. ويصور القرآن الكريم هذه المأساة ويقول: ]وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ[ [النحل: 58 – 59].
أيها المسلمون:
لقد كانت الحروب تدور لأتفه الأسباب، كما وقعت الحرب بين بكر وتغلب، ابني وائل، و استمرت أربعين عاماً من أجل رجل ضرب ناقة لغيره في ضرعها فاختلط دمها بلبنها، ولم تكن هذه الجاهلية قاصرة على بلاد العرب، وإنما كانت في العالم كله وفي بلاد تدعي الحضارة وهي تعبد النار ،أو تعبد البقر، وتحرم المرأة من أخص خصائصها، بل كانت تشعل فيها النار إذا مات زوجها.
ثم كانت منّة الله على عباده ببعثة المصطفى -r- التي لا تقوم بمال الدنيا كلها، بعثه الله بالهدى ودين الحق ليضع الجنس البشري في مساره الصحيح، وليشفيه من أمراضه قبل أن تقضي عليه، ويطهر قلوب الأفراد والمجتمعات وعقولهم، وبيوتهم وأعراضهم، وحياتهم وبواطنهم، ويردهم إلى الصواب قبل أن يفقدوا آخر أمل في نجاتهم، وفي مدة لا تساوي في عمر الزمان شيئاً في ثلاثة وعشرين عاماً من عمر الرسول r، وفي عشرات السنين من بعده تغير وجه الحياة واستقامت موازين الخلق، وارتفعت أعلام الحق، وسرى الإسلام في قلوب الناس فأحياها، كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر.
من كان يصدق أن يحدث هذا في مدة وجيزة وكأن الناس غير الناس، الذين كانوا يعبدون الأصنام حطموها بأيديهم والذين كانوا يشربون الخمر أراقوها في سكك المدينة. والذين كانوا يعشقون الحروب أصبحوا دعاة سلام،والذين كانوا يعيشون على الحرام أصبحوا دعاة ورع، والذين كانوا يفعلون الفواحش أصبحوا حراساً على الفضيلة. والذين كانوا يتوارثون الجهل أصبحوا بناة حضارة، وأساتذة العالم. والذين كانت الأنانية تقتلهم والطمع يستبد بهم، والعدوان يستهويهم، أصبحوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. والذين كانوا على شفا حفرة من النار أصبحوا بنعمة الله إخواناً.
من الذي غيرهم؟ من الذي غسلهم من أدران الوثنية وأوهام الشرك؟ من الذي جعلهم خلقاً آخر؟ الله تبارك وتعالى غيرهم بالإسلام، الذي حمل لواءه سيد الخلق، وبالقرآن الذي أنزله الله على عبده ليكون للعالمين نذيرا.
فميلاد الرسول -r- في الحقيقة هو ميلاد الإسلام، وهو انطلاق دعوة، هو إنشاء دولة، هو مبعث حضارة، هو اعتلاء حق، وظهور دين على الدين كله ولو كره الكافرون.
فاحمدوا الله أيها المسلمون على نعمة الإسلام، واستقيموا على هداه، وتمسكوا بكتابه، واقتدوا برسوله: ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[ [الأحزاب: 21]
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم .
一切荣耀属于安拉,我们赞美主、求主佑助、求主宽恕,求主保佑我们免遭自身恶行的伤害;受主指引者无人能迷误之,遭主弃绝者无人能引导之;我见证万物非主,惟有安拉,独一无二的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,愿主赐福安于他和圣裔、圣伴们!
安拉的仆民啊!
我嘱告你们和我自己要敬畏和顺从安拉,安拉早就祝福自己的先知说:“安拉确实给信士们施恩了,因为他从他们的同类中派遣了一位使者,给他们宣讲主的奇迹,使他们得到净化,并给他们教授天经和智慧,而在此之前他们显然是在迷误之中。”(3:164)
各位教胞:
安拉派遣最后一位使者施恩于全人类,但只有信士们有福受益。这位使者来自他们的同类,说着他们能够听得懂的话语:“我每派遣一位使者,总是用其民族的语言进行说明。然后,安拉使所愿者陷入迷误,使所愿者走上正道,他是至强至睿的主。”(14:4)
这位使者出身名门贵族,是其同类中人人喜欢交往的一员。假如他是一位国王,人们肯定无法和他亲密接触。“你说:‘我是一个像你们一样的凡人。’”(18:110)
这就是安拉所赐的一大恩典 —— 给他们宣讲天经的奇迹,使他们得到净化,除去一切快要淹没他们的污秽;并给他们教授天经和智慧 —— 《古兰经》和圣行,使他们脱离愚昧无知的黑暗。而在此之前他们处在最荒谬的迷误之中!
那是一个信仰迷误的时代,每个部落甚至每个家庭都有一个崇拜的偶像。在麦加的开尔白天房周围有三百六十个偶像,人们已从崇拜偶像逐渐演变成崇拜石头。圣伴艾卜拉嘉·阿塔尔迪(愿主喜爱之)曾说:“我们以前都是在崇拜石头,每当发现一块更好的石头时,就扔掉原先的而开始崇拜新的石头。”
你见过如此荒唐之事吗?他们是怎么想的?又是怎样造神的?他们崇拜自己雕刻的东西,甚至连他们自己都感到不好意思时会说:“我们崇拜这些东西,只为它们能使我们接近安拉。”(39:3)
“他们说:‘我们有了祖先信奉的宗教,我们必须遵循祖先的遗俗。’”(43:22)
他们大言不惭地继承了对主的不信,却没有任何天经和历代先知遗训的依据。
那是一个畸形变态的社会,妇女被剥夺了最基本的权利。妇女像牲口一样被转来转去地继承,却没有任何继承权。死了丈夫或被休的妇女,一般被阻止再婚,只是属于第一个抢到她的男人的财产。在那个蒙昧时期,更令人发指的是歧视女性到了活埋女婴的程度,《古兰经》描述这一惨景说:“【58】当他们有人获悉自己得了女孩时,便脸色发青、怒火中烧,【59】他会因此感到无颜见人。‘是忍辱留下呢?还是就地埋掉呢?’他们的决定多么残忍啊!”(16:58-59)
各位穆斯林:
蒙昧时期的人们往往因微不足道的事情而大动干戈,就像瓦伊勒的子孙柏克尔和太格莱布两个部落之间发生的战争竟然持续了四十年,而起因仅仅是因为有一个男的打了另一个人的骆驼的乳房,导致血和奶混在了一起。而诸如此类的愚昧事情,并不限于阿拉伯国家,当时在全世界范围内都是如此。在那些文明古国,人们同样陷入拜火、拜牛、拜人、拜各种东西的迷误之中,妇女的境遇更是普遍悲惨,死了丈夫的妇女被逼殉葬十分普遍。···
安拉派遣最后一位使者带给人类的恩典,是今世的一切物质财富无法衡量的。安拉派他传播正教,是为了将人类引上正道,医治人类所患的痼疾,启迪个人和社会的理性,保护人们的家园和贞操,净化人们的生活和思想,使他们在丧失得救的最后希望之前将他们拯救过来。在使者传教的短短二十三年时间,和他去世后的几十年时间里,人类的生活面貌发生了巨大的变化,道德的天平恢复了平衡,正义的旗帜高高飘扬,伊斯兰深入人心,就像枯死的土地得到了雨露的滋润,人心得以复活。
谁能相信阿拉伯人在这么短的时间里会发生如此巨大的变化呢?这些人变得好像不是原来崇拜偶像的那些人,他们亲手毁掉了偶像,将视若其命的酒全都泼到了马路上,嗜好战争的他们转身成为了和平的宣导者,以前非法营生的他们个个都成了虔诚的宣教员,过去尽干坏事的人完全变成了道德的守护者。世代愚昧的他们一跃而成为文明的建造者和世人的楷模,以前自私、贪婪、侵犯他人的人,现在变成了慷慨大方、舍己为人的君子。就是这些互相厮杀而濒于灭亡的人,由于主的恩典全都变成了兄弟姐妹。
是谁改变了他们?是谁涤除了他们崇拜偶像的泥垢和以物配主的幻想?又是谁把他们改造成了另一种人?是至尊无比的安拉用伊斯兰改变了他们,他令使者高举伊斯兰大旗,用他所降赐以警世人的《古兰经》改变了他们。
事实上,安拉的使者—— 先知穆罕默德(愿主福安之)的诞辰,就是伊斯兰的诞辰,是发出的伊斯兰宣言,是伊斯兰政权的纪元,是正信文明的开始,是真理战胜谬误、正教压倒邪教的表现!即便有人不愿意也罢,这已是不可更改的事实。
所以,穆斯林要感赞安拉所赐的伊斯兰恩典,要坚守伊斯兰正道、遵守主的天经,以主的使者为榜样:“对于期盼安拉和后世并多纪念安拉的人而言,安拉的使者就是你们的优秀典范。”(33:21)
愿主以伟大的《古兰经》赐福我和你们,使我们大家受益于天经的睿智教诲。
我讲这些,祈望伟大的主饶恕我和你们大家,向主忏悔吧!主是至恕至慈的。
1条评论