独身现象(呼图白)

 呼图白讲坛

( 阿汉对照第130讲 )

一卅柯 · 韩文成    编译

خطبة الجمعة بتاريخ 19 من جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 12 / 6 / 2009م

伊斯兰纪元1430年6月19 日 

 西元2009年6月12日主麻演讲


 

ظَاهِرَةُ الْعُنوُسَةِ

独身现象

 

الحمد لله الذي أحاط بكل شئ علماً وجعل لكل شئ قدراً، خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً، أحمده سبحانه وأثني عليه شكرا، كرمه يتوالى ونعمه علينا تترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اصطفاه ربه واجتباه، فكان أشرف البرية وأعلاهم ذكراً صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعــد:

فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فإنها عروة ليس لها انفصام، وجذوة تضئ القلوب والأفهام، وخير زاد يبلغ إلى دار السلام، من تحلى بها بلغ أشرف المراتب، وتحقق له أعلى المطالب، وحصل على مأمون العواقب، وعفي من شرور النوائب يقول الله سبحانه: ]أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ[ ]سورة يونس: 62-[63

عليك بتقوى اللـه فالزمهــا تفـــز         إن التقي هو البهي الأهيب

إخوة الإسلام:

من القضايا الاجتماعية التي عنى بها الإسلام عناية بالغة، ورعاها رعاية فائقة، حيث جاءت نصوص الوحيين بالحث عليها والترغيب فيها قضية الزواج وذلك لما يترتب عليه من مصالح الدين والدنيا، ولما له من الحكم السامية، والمنافع المتعددة، والمعاني الكريمة، فهو ضرورة اجتماعية لبناء الحياة، وتكوين الأسر، وتأسيس الفضائل، وغض الأبصار، وتحصين الفروج، كما أنه أمر محبب إلى النفوس، تقتضيه الفطرة السوية، وتحث عليه الشرعة الحنيفية، ويتطلبه العقل الصحيح، ويألفه الطبع السـليم، به تتعارف القبائل، وتتكون الشعوب، وتتكاثر الأمم، فيه الراحة النفسية، والطمأنينة القلبية، ويكفيه أنه آية من آيات الله الدالة على حكمته، والداعية إلى التفكير في عظيم خلقه، وبديع صنعه ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[ ]سورة الروم:  [21

فيه تكثير عدد الموحدين، وتحقيق محبة رب العالمين، ومباهاة خاتم المرسلين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله r يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شــديداً ويقول: "تزوجــوا الودود الولود إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة" (أخرجه الإمام أحمد) ويقول ابن مسعود رضي الله عنه"لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام أعلم أني أموت في آخرها ولي طول على النكاح لتزوجت مخافة الفتنة "ويقول الإمام أحمد رحمه الله: "ليست العزوبة من أمر الإسلام في شئ، ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام"

أيها الإخوة المؤمنون:

من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي خيمت على كثير من الشباب ذكوراً وإناثاً مشكلة العنوسة وتأخُّر سن الزواج، تتقدم بهم السنون، والعراقيل تزداد أمامهم، والمشكلات تتفاقم في وجوههم، ومما يزيد الأمر خطورة مطالعة ما أثبتته آخر الإحصاءات عن حالات الطلاق والعنوسة، فقد بلغت نسبة الطلاق في بعض بلاد المسلمين 35% من إجمالي حالات الزواج وبلغت نسبة العنوسة 20%، وهذا مما يحتم على الغيورين في هذه البلاد السعي الجاد لكشف أسباب هذه الظاهرة ثم العمل على الحد منها.

أمة العقل والحكمة:

لقد خدع كثير من بنات المسـلمين عن طريق الغزو الفكري، الموجه ضد عقيدة المسلمين، ومبادئهم وأخلاقهم، أفلام وقصص ودعايات، يبثها أعداء الأمة بقصد الإطاحة بكيانها، وإفساد مجتمعاتها، إثارة للغرام بين الفتيان والفتيات، تحذير للفتاة من الزواج المبكر، تضخيم لأمر الدراسة والوظيفة، حتى إذا تقدمت بالفتاة السن وبلغت من الكبر عتياً، وذهبت نضارتها، وذبلت زهرة شبابها، عزف عنها من يريدها، فلا يكون أمامها بعد ذلك إلا الطرق الملتوية والسبل المحرمة إلا من عصم الله بعدها يحصل الندم  ولات  ساعة مندم، تتمنى وهي ترى الأطفال مع أمهاتهم، أن يكون لها طفل حتى ولو خسرت ما عندها.

أيها الإخوة في الله:

هناك أسباب أخرى لتفشى العنوسة في مجتمعات المسلمين، أهمها: العادات والتقاليد التي قُدِّمت على تعاليم الدين القويم، كإصرار بعض الآباء والأولياء على أن يكون المتقدم للزواج من نسب كذا وكذا ولو تبقى  ابنته عانساً.

ها هو زيد بن حارثة الذي كان من سبي الجاهلية، يعتقه رسول الله ثم يتبناه قبل تحريم التبني - ثم يزوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش، وهو مولى وهي من أشراف قريش ولكنها التقوى التي هذّبت النفوس وأذابت الفوارق.

وها هو عبد الرحمن بن عوف القرشي، يزوّج أخته من بلال الحبشي، أبعد هذا يا عباد الله- حجة لمن كان سبباً في عنوسة ابنته أو قريبته، وهل من نسب خير من الإيمان بالله والاستنان بسنة رسول الله.

إخوة الإيمان:

ومن الأسباب المهمة: تغالي الأولياء في مهور بناتهم، فتضيع الفتاة  بين الشروط الصعبة والتقاليد الموروثة.

يكلف الشاب من المهر مالا يطيق، وقد يتحمل بعض الديون الباهظة، في أمور لا طائل من ورائها، فلربما دخلت الكراهة إلى قلبه بسبب هذه المشاق العظيمة.

وقد أنكر النبي r على المغالين في المهور، فقد جاء رجل فقال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة على أربع أواق من فضة يعني: مائة وستين درهماً فقال النبي r "على أربع أواق ؟!  كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك" (أخرجه مسلم).

ويقول عمر رضي الله عنه: "لا تغالوا صداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم وأحقكم بها محمد r "ما أصدق امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه" (أخرجه ابن ماجه).

وكم في الأولياء من يردون الشباب الصالح لقلة ذات اليد، متناسين قول المصطفى r: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (أخرجه الترمذي)، وقد تعهد الله للفقير المريد للزواج إعفافاً لنفسه بالغنى فقال عز وجل ]وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ ]سورة النور:  [32وفي الحديث "ثلاثة حق علي الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح يريد العفاف" أخرجه الترمذي، ويقول أبو بكر رضي الله عنه "أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى"

أيها الناس:

ومن جديد أسباب تفشي العنوسة، ما انتشر مؤخراً في بعض أوساط المسلمين، من عضل البنات ومنعهن من الزواج طمعاً في المرتب الذي يحصلن عليه من الوظيفة، هي تعمل وتكدح، وهو يتفكه بمالها، وماذا تساوي الدنيا بكنوزها وأموالها إذا تعنست ابنته أو وقعت في محظور.

ومن الأسباب أيضا ضعف دين المرأة، وتبرجها واختلاطها بالرجال، فالمرأة التي رغب الشارع في زواجها هي ذات الدين ففي الحديث: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" (أخرجه مسلم).

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فيا لفوز التائبين ويالسعادة المستغفرين. اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.

        赞美安拉洞晓一切,使万物各有定数,他用精液造化人类,使其结为血亲和姻亲,我无限赞美和感谢主源源不断的恩典;我见证万物非主,惟有安拉,独一无二的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,主选择他成为人类中最高贵和高尚的人,愿主赐福安吉祥于他和圣裔、全体圣伴及其历代追随者们,直至报应日!     

        安拉的仆民啊!

        我嘱告你们和我自己要敬畏安拉,敬畏主是牢不可破的坚柄,是照亮心灵和理性的火炬,是通往天堂的最佳旅费,凡持敬主之心者必能达到最光荣的品级和实现最远大的理想,也必能获得善果和免遭各种灾祸,至尊主说:“【62】安拉的盟友们确实无惧无忧,【63】他们信主而敬畏主。”(《古兰经》10章62-63节)

        敬主方能成功         秉持一身正气

        各位教胞:

        婚姻问题是伊斯兰十分重视和关心的社会问题之一,这不仅是因为古兰经和圣训明令宣导鼓励婚姻的缘故,也因其能给人的信仰和生活增加益处,以及它所包含的崇高智慧和积极意义。婚姻是社会生活、组建家庭、建立美德、廉洁自律、保守贞操的先决条件,是天性所需、教法敦促、理性要求的一件令人身心愉快的事情,它非常符合人性。通过婚姻,人类族群关系得到巩固,民族得以发展壮大,个人身心获得安宁。婚姻是主的神迹之一,它足以证明主的伟大智慧和引人思考伟大而神奇的造化:“他的神迹之一,是为你们从同类中造化了配偶,以便你们彼此相依,并使你们互相产生爱情和感情。这对觉悟的民众确实有很多启发。”(《古兰经》30章21节)

        婚姻可以增长认主独一者的数量,可以实践人对主的爱,同时也能为先知争荣耀,圣伴艾奈斯·本马利克(主降喜爱)传述:“圣使命令人们结婚,严禁过独身生活,他说:‘你们要与喜欢的能生育的女子结婚,在复生日我将与先知们比赛谁的民族人数多。’”(《艾哈迈德圣训录》)

        圣伴伊本麦斯欧德(主降喜爱)曾说:“假如我知道自己的生命只剩十天时间,而我还有能力结婚,那么我一定会结婚以免受诱惑而犯罪。”

        伊玛目艾哈迈德(主降慈悯)说过:“独身主义与伊斯兰不沾边,谁主张不结婚,谁就是主张放弃伊斯兰。”

        然而,目前严重影响许多穆斯林青年男女的社会问题之一,就是独身和晚婚问题。这个群体的很多同龄人已结婚生子,而她(他)们却遇到的障碍越来越多,所面临的问题也越来越严重。有关离婚案件和独身现象的最新统计资料表明这一问题正变得日益凸出,有些穆斯林地区的离婚率为35 %,独身率为20 %,这是一个亟待认真解决的问题,希望这些地区的有识之士能够揭示其原因,并尽力制止这一现象进一步蔓延。

        导致穆斯林社会出现独身现象的主要原因有以下几个方面:

        1)许多穆斯林女性由于受非伊斯兰信仰和错误价值观的影响和误导,被各种媒体如影视、小说和广告宣传的腐朽文化所欺骗。这些宣传意在瓦解伊斯兰实体和腐蚀穆斯林社会,鼓励男女青年不负责任地随便恋爱,鼓动女青年不要早婚,夸大学习和工作的重要性,从而使得许多女孩子超过了适婚年龄,成为愁嫁的“剩女”,失去了花季年华,青春之花开始枯萎,最后造成了同龄男性嫌弃她,而降低标准嫁人她又不甘心的尴尬局面。从此,她面临的是一条曲折而心酸的道路,除了极少数幸运者之外,大部分大龄姑娘在悔恨中苦熬孤独长夜,尤其在看到别人的孩子与妈妈在一起享受天伦之乐时,她多么希望自己也能有一个孩子啊!哪怕为此而付出一切也在所不惜。

        2)传统习俗凌驾于伊斯兰原则之上,比如有些家长过分讲究门当户对,哪怕女儿因此而变成独身也不在乎。

        圣伴载德·本哈利塞在蒙昧时期是一个奴隶,是先知将他释放成自由民,并在收养义子被禁之前曾将他认作义子,然后把自己姨妈的女儿载乃卜·冰特哲赫什嫁给了载德。一个是奴隶,一个出身古莱什名门贵族,正是对主的虔诚净化了他们的心灵,使其超越了阶级和门第的偏见。

        还有古莱什贵族出身的圣伴阿卜杜拉赫曼·本奥夫将自己的妹妹嫁给了埃塞俄比亚黑人比俩里。安拉的仆民啊!比起这些先贤来,那些让自己的女儿或亲戚变成独身者的人还有什么理由可讲呢?难道还有比信仰安拉和遵循圣行更好的门第吗?!

        3)家长过于看重彩礼,很多女孩就是让那些苛刻的条件和陈规陋俗给耽误了青春。有的男青年因无力承担昂贵的彩礼知难而退,有的为此而负债累累,最后因此而对女方心生怨恨。

        先知(主赐福安)憎恶那些攀比彩礼的人,曾有人来向先知求助说:“圣使啊!我娶一个女人准备要花四个欧给亚(相当于一百六十个银币)。”先知说道:“要花四个欧给亚?!好像你们是挖银山的,我们可没有这么多钱给你。”(《穆斯林圣训录》)

        大贤欧麦尔(主降喜爱)说过:“你们要彩礼不得过分,假如女方不图今世虚荣而敬畏主,那就应该听先知穆罕默德的话:‘给任何一个妇女或姑娘的彩礼,最多不得超过十二个欧给亚,男方肯定会因彩礼过重而对女方心生恨意。’(《伊本玛杰圣训录》)

        许多女方家长拒绝家境贫寒的优秀青年的求婚,说明他们忘记了先知(主赐福安)所说的话:“如果有人来求婚,其信仰和品德令你们满意,那么就将女儿许配给他吧!否则,地方上就会生出是非和伤风败俗的事情来。”(《铁密济圣训录》)

        安拉给想以结婚而洁身自律的穷人许诺说将使他们富足:“你们要让未婚的男女、善良的男女奴仆互相成婚,如果他们家境贫寒,安拉将以其恩典会使他们富裕,安拉是宽容明察的主。”(《古兰经》24章32节)

        圣训:“有三种人必会得到安拉的援助:为主圣战的人,签订赎身契约的人,为洁身自律而结婚的人。”(《铁密济圣训录》)

        大贤艾卜拜克尔(主降喜爱)说过:“你们要服从安拉的命令而结婚,他就会履行给你们富足的诺言。”

        4)家长贪图女儿上班所得的工资。孩子起早贪黑地辛勤工作,而家长却为算计她挣的那一点收入而尽可能地拖延其结婚,一旦女儿成了大龄剩女或陷入违禁非法之事,就是挣再多的钱又有何用呢?

        5)有的女孩子伊斯兰信仰薄弱,喜欢炫耀美色和与异性混杂。其实,有教门的女孩子是最令人爱慕的人,圣训说:“娶妻考虑四个因素:钱财、门第、美貌、教门。你就娶个有教门的女人,否则你会受伤。”(《穆斯林圣训录》)

        我讲这些,祈望主饶恕我和你们以及所有的穆斯林,忏悔者必定会成功,求饶者必定会幸福。主啊!求您饶恕和慈悯我们吧!您是最好的宽恕者。

 

    为您推荐

    发表评论

    电子邮件地址不会被公开。 必填项已用*标注

    1条评论