( 阿汉对照第151讲 )
一卅柯 · 韩文成 编译
خطبة الجمعة بتاريخ 11 من ذي القعدة 1430هـ الموافق 30 / 10 / 2009م
伊斯兰纪元1430年11月11 日 / 西元2009年10月30日主麻演讲
صِفَةُ الْجَنَّةِ وَأهْلِهَا
天堂及其居民的特点
الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ نُزُلاً، وَيَسَّرَهُمْ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْمُوصِلَةِ إِلَيْهَا، فَلَمْ يَتَّخِذُوا سِوَاهَا شُغُلاً، وَأَخْرَجَهُمْ إِلَى دَارِ الاِمْتِحَانِ، لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً، وَجَعَلَ مِيعَادَ دُخُولِهَا يَوْمَ الْقُدُومِ عَلَيْهِ، وَضَرَبَ مُدَّةَ الْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ دُونَهُ أَجَلاً، وَأَوْدَعَهَا مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةَ عَبْدِهِ وَابْنِ عَبْدِهِ وَابْنِ أَمَتِهِ، وَمَنْ لاَ غِنَى لَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ عَنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَلاَ مَطْمَعَ لَهُ بِالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ إِلاَّ بِعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ r، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ وَالنِّعْمَةِ الْمُسْدَاةِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ.
أَمَّا بَعْـدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- وَاعْلَمُوا أَنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلاَمُ اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ r وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ٌوَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( [الأحزاب:70-71].
عِبَادَ اللهِ:
فِي خِضَمِّ الْمَدَنِيَّةِ الصَّاخِبَةِ، وَالْحَيَاةِ الْمُلْهِيَةِ، وَالأَحْدَاثِ الْمُتَوَالِيَةِ، وَالْغَفْلَةِ الْعَارِمَةِ، يَحْتَاجُ الْمُؤْمِنُ إِلَى تَقْوِيَةِ جَانِبِ الإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الآخِرِ، وَمَا أَعَدَّ اللهُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ لِلْمُؤْمِنِينَ الصَّابِرِينَ، وَالْعَذَابِ الْمُهِينِ لِلْمُعْرِضِينَ عَنْ دِينِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ». إِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْجَائِزَةُ الْكُبْرَى وَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَ تَعَالَى: )كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ( [آل عمران:185].
وَالْجَنَّةُ سَمَّاهَا اللهُ أَسْمَاءً كَرِيمَةً تَلِيقُ بِسَاكِنِيهَا مِنْ عِبَادِهِ ، فَهِيَ دَارُ السَّلاَمِ، وَدَارُ الْخُلْدِ، وَدَارُ الْمُقَامَةِ، وَجَنَّةُ الْمَأْوَى، وَجَنَّاتُ عَدْنٍ، وَدَارُ الْحَيَوَانِ، وَالْفِرْدَوْسُ، وَجَنَّاتُ النَّعِيمِ، وَالْمُقَامُ الأَمِينُ، وَمَقْعَدُ الصِّدْقِ، جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِهَا.
مَعَشْرَ الْمُؤْمِنِينَ:
قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاصِفاً عِبَادَهُ الْمُكْرَمِينَ بِمَشْهَدٍ مَهِيبٍ عَظِيمٍ وَهُمْ يَسِيرُونَ إِلَى الْجَنَّةِ جَمَاعَاتٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ( [الزمر:73].
وَأَبْوَابُهَا فِي غَايَةِ الْوُسْعِ وَالْكِبَرِ، قَالَ فِيهَا r: «إِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنْ الزِّحَامِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ]. فَيَالَهُ مِنْ مَشْهَدٍ عَظِيمٍ، أَبُوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ تُفَتَّحُ.. فَأَيْنَ أَنْتَ يَا تُرَى؟ .. وَيَا لَيْتَ شِعْرِي مِنْ أَيِّ بَابٍ تَدْخُلُ؟ .. إِذَا دَخَلْتَ فَيَا فَرْحَةَ قَلْبِكَ وَالْمَلاَئِكَةُ تُنَادِيكَ )سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ( [الزمر:73].
تَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَتَمْشِي بِقَدَمَيْكَ عَلَى أَرْضِهَا، فَإِذَا بِأَرْضِهَا لَيْسَتْ كَأَرْضِنَا، تَمْشِي عَلَى تُرَابٍ هُوَ الزَّعْفَرَانُ وَحَصْبَاءَ هِيَ اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ.
تَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا هَوَاؤُهَا الْعَلِيلُ، وَرِيحُهَا الطَّيِّبُ، رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ، وَإِذَا قُصُورُهَا وَبَسَاتِينُهَا تَعْرِفُهَا كَمَا تَعْرِفُ بَيْتَكَ فِي الدُّنْيَا؛ قَالَ تَعَالَى: )وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ( [محمد:4-6]، قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: يَعْرِفُونَ بُيُوتَهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَعْرِفُونَ بُيُوتَكُمْ فِي الدُّنْيَا.
ثُمَّ مَا بِنَاءُ هَذِهِ الْقُصُورِ؟ أَهِيَ كَبُيُوتِنَا مَبْنِيَّةٌ مِنَ الطُّوبِ وَالأَسْمَنْتِ وَالرُّخَامِ؟ لاَ بَلْ هِيَ كَمَا قَالَ r: «لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَمَلاَطُهَا (أَيْ: الطِّينُ الذِي يُوضَعُ بَيْنَ اللَّبِنَاتِ) مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ (طَيِّبِ الرَّائِحَةِ) .. وَبِنَاءٌ آخَرُ: لُؤْلُؤَةٌ مُجَوَّفَةٌ عَرْضُهَا سِتَّونَ مِيلاً .. وَبِنَاءٌ آخَرُ: غُرَفٌ يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا» أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِهَا.
عِبَادَ اللهَ:
أَمَّا طَعَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَرَابُهُمْ فَهُوَ أَلَذُّ وَأَشْهَى مِنْ طَعَامِنَا وَشَرَابِنَا، اسْتَمِعْ ِإلَى مَنْ صَنَعَ طَعَامَ الْجَنَّةِ وَهُوَ يَصِفُ هَذَا الطَّعَامَ )وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ([الواقعة:20-21]، فَاكِهَةُ الْجَنَّةِ، أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَإِذَا اشْتَهَيْتَ الْفَاكِهَةَ فِي الْجَنَّةِ فَلاَ تَتَكَلَّفِ الْجُهْدَ وَالْعَنَاءَ بَلْ هِيَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: )قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ( [الحاقة:23]، وَقاَلَ تَعَالَى: )وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ( [الإنسان:14] يَأْكُلُ مِنْهَا الْقَائِمُ وَالْقَاعِدُ وَالْمُضْطَجِعُ. يَرَى أَحَدُهُمُ الطَّيْرَ فِي السَّمَاءِ فَيَشْتَهِيهِ، فَإِذَا بِهِ يَسْقُطُ بَيْنَ يَدَيْهِ نَاضِجاً شَهِيّاً )وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ( [الواقعة:21].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
وَأَمَّا شَرَابُهُمْ، فَحَدِّثْ عَنِ الْكَافُورِ وَالسَّلْسَبِيلِ، وَالتَّسْنِيمِ وَالزَّنْجَبِيلِ .. عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ.. وَعَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ. وَيَصِفُ اللهُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ وَهِيَ تَجْرِي بِالأَشْرِبَةِ اللَّذِيذَةِ فَيَقُولُ: )فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى( [محمد:15]، نَفَى اللهُ عَنْ أَشْرَبَةِ الْجَنَّةِ كُلَّ آفَةٍ تَعْرِضُ لَهَا فِي الدُّنْيَا، فَالْمَاءُ غَيْرُ آسِنٍ، لاَ يَتَغَيَّرُ بِطُولِ الْمُكْثِ .. وَاللَّبَنُ لاَ يَفْسُدُ أَوْ يَحْمُضُ .. وَالْخَمْرُ لاَ يَصْدَعُ الرُّؤُوسَ، وَلاَ يُفْسِدُ الْعُقُولَ .. وَالْعَسَلُ مُصَفًّى مِنَ الشَّوَائِبِ وَالأَكْدَارِ.
وَإِذَا أَكَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَشَرِبُوا، أَيْنَ يَذْهَبُ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ؟ لاَ تَظُنَّ أَنَّ مَآلَهُ يَكُونُ كَطَعَامِنَا وَشَرَابِنَا .. بَلْ هُوَ مِسْكٌ يَخْرُجُ رَشْحاً وَعَرَقاً مِنْ أَجْسَادِهِمْ، وَجُشَاءٌ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ.
عِبَادَ اللهَ:
أَمَّا ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَيْسَتْ كَثِيَابِنَا، وَلَوْ صُنِعَتْ مِنْ أَفْخَرِ أَنْوَاعِ الأَقْمِشَةِ ... قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: )جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ( [فاطر:33]، وَقاَلَ تَعَالَى: )عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا( [الإنسان:21].
وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ عَنِ الْجَنَّةِ مُحَفِّزاً النَّاسَ لَهَا «لَقَدْ نُودِيَ عَلَيْهَا فِي سُوقِ الْكَسَادِ فَمَا قَلَّبَ وَلاَ اسْتَامَ إِلاَّ أَفْرَادٌ مِنَ الْعِبَادِ، فَوَاعَجَباً لَهَا كَيْفَ نَامَ طَالِبُهَا؟ وَكَيْفَ لَمْ يَسْمَحْ بِمَهْرِهَا خَاطِبُهُا؟ وَكَيْفَ طَابَ الْعَيْشُ فِي هَذِهِ الدَّارِ بَعْدَ سَمَاعِ أَخْبَارِهَا؟ وَكَيْفَ قَرَّ لِلْمُشْتَاقِ الْقَرَارُ، دُونَ مُعَانَقَةِ أَبْكَارِهَا؟ وَكَيْفَ قَرَّتْ دُونَهَا أَعْيُنُ الْمُشْتَاقِينَ؟ وَكَيْفَ صَبَرَتْ عَنْهَا أَنْفُسُ الْمُوقِنِينَ؟ وَكَيْفَ صَدَفَتْ عَنْهَا قُلُوبُ أَكْثَرِ الْعَالِمِينَ؟ وَبَأيِّ شَيْءٍ تَعَوَّضَتْ عَنْهَا نُفُوسُ الْمُعْرِضِينَ؟
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولكم فَاسْتَغْفِرُوهُ - عِبَادَ اللهِ - إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
赞美安拉恩赐极乐天堂给信士,使人容易行善后进天堂,并将天堂作为奋斗目标;他造人于今世以考验谁的行为最佳,将人进天堂的日期定于后世见主之日;他限定了虚幻的今世毁灭的期限,将永恒的天堂造在了人未见过、听过和意想不到的世界。我以一个主的奴仆之子、须臾离不开主的恩典和慈悯、不经主的宽恕和原谅就无法脱离火狱而进天堂的仆人身份见证:万物非主,惟有安拉,独一无二的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,是神启的忠实传达者和众生之精华,是主赐给全人类的慈悯和恩典,愿主赐福安于他和圣裔、圣伴及其后继者们!
安拉的仆民啊!
你们要敬畏安拉并谨记:最好的言辞莫过于安拉的话语,最好的行为莫过于先知的品行,最恶的事物莫过于离经叛道,凡离经叛道属于异端行为,凡异端行为属于迷误行为,凡迷误行为必遭火狱之灾。
“【70】信士们啊!你们要敬畏安拉,并说正确的话,【71】安拉就会改善你们的行为和宽恕你们的罪过,顺从安拉及其使者的人必获巨大的成功。”(33:70-71)
各位穆斯林:
喧嚣尘世,游戏人生,重重磨难,淡忘后世,这是人间普遍现象。为此,信士需要加强后世观念,坚信造物主为坚忍的信士准备了永恒的恩典,为背弃正教的人准备了凌辱的刑罚。
先知(主赐福安)说过:“至尊主说:‘我为我的贤良仆民准备了人不曾目睹、不曾听闻和意想不到的恩典。’”(艾卜胡莱赖传述《穆斯林圣训录》)
天堂是主赐给信士的巨大奖赏和伟大成功:“凡是生命都要尝试死亡的滋味,你们在复生日都将得到自己行为的全部回报,被隔离火狱而准进天堂的人已获得成功,今生只不过是虚幻之境罢了。”(3:185)
安拉在天经中称天堂为:平安之家、永久之居、永居之所、最终归宿、永恒天园(伊甸园)、生机盎然之世、极乐园、恩泽园、安全之地、如意地位。愿主使我们大家都成为天堂的居民!
至尊主描述了自己的高贵仆民们成群结队步入天堂时的壮观情景:“敬畏主的人们被成群结队地送往天堂,当他们走近天堂时,天堂的大门全都为他们打开,管理天堂的天神们欢迎他们说:‘祝你们平安!你们已纯洁美好,请你们进去永居吧!’”(39:73)
天堂的大门极其宽敞,先知(主赐福安)描述道:“天堂的每道大门两扇门之间有四十年的距离,有那么一天这些门快要被人挤爆了。”(欧特拜·本盖兹旺传述《穆斯林圣训录》)
那是一个多么壮观的场景啊!当天堂的八道大门全都打开时,你会在哪里?你会从哪一道门进去呢?如果你进去了那该是多大的快乐啊!天神们会向你祝福:“祝你们平安!你们已纯洁美好,请你们进去永居吧!”(39:73)
当你踏上乐土时,会发现那里的地不像今世之地,那是藏红花一般的土壤,地上的石子全是珍珠和宝石。
天堂里和风习习,空气清新芳香迷人,令人心旷神怡。人人熟悉属于自己的宫殿和花园,犹如熟悉今世的家园一样。“【4】为主道而牺牲者,安拉决不会使其善功徒劳无益。【5】他要引导他们,并改善他们的状况,【6】使他们进入早已向他们介绍过的天堂。”(47:4-6)
天堂的宫殿绝非尘世的建筑可比!先知(主赐福安)对此描述道:“···有金砖和银砖,砖与砖之间的泥灰是由最浓郁的麝香制成的。··· 有一种房子建在六十米里宽的珍珠里面,还有一种房子里外晶莹剔透。···”(《布哈里圣训录》)愿主使我们大家都成为天堂的居民!
安拉的仆民啊!
天堂的美食无可比拟!听听创造了天堂美食的主的描述:“【20】有他们任意选择的新鲜水果,【21】有他们随意想吃的鲜嫩禽肉。”(56:20-21)
天堂的水果有的比奶油软、比蜜甜、比奶白,在天堂里如果想吃水果,不费吹灰之力就能得到:“那里的果实伸手可得。”(69:23)
“天堂的浓荫遮蔽着他们,累累的果实随处可摘。”(76:14)人们无论站着、坐着、躺着都能吃到。
如果想吃空中的飞鸟,立刻心想事成,马上就有鲜美可口的熟鸟肉摆在面前:“有他们随意想吃的鲜嫩禽肉。”(56:21)
天堂的饮料有樟脑制成的甘醇、清爽可口的‘赛里赛必乐’甘泉和“台斯尼姆”天醇、姜制的佳酿 ··· 两条滔滔不绝的流泉、两道汹涌而出的喷泉。安拉描述天堂的河流尽是甘美的饮料:“其中有永不变质的清水河、永不变味的鲜奶河、饮者畅快的美酒河、质纯味美的甜蜜河。”(47:15)
天堂的饮料绝不会因时间久而发生质变,水不会变质,奶不会变坏,酒不醉人也不令人丧智,蜂蜜纯净毫无杂质。
天堂人吃喝无须排便,只从体内渗出一种胜似麝香的香汗,或从口中打出一种香气袭人的香嗝。
天堂人的服饰远比今世最豪华的衣服高级:“他们进入永恒的乐园,佩戴金镯珠玉,身着丝质华衣。”(35:33)
“他们穿着绿色的绫罗绸缎,佩戴银镯首饰,主让他们享用一种纯净的饮料。”(76:21)
伊玛目伊本甘义目曾督促人们说:“呼吁世人重视天堂,犹如在冷清的市场上叫卖宝物,鲜有顾客光顾。怪哉!寻宝者怎能酣睡呢?求婚者怎能不送聘礼呢?人们听到天堂的消息后怎能过的安生呢?思念者见不到心上人会安心吗?诚信者对天堂会无动于衷吗?大多数人怎么不向往天堂呢?到时候拿什么补偿失去天堂的损失啊!” 诚如所言,振聋发聩!
我讲这些,祈望主饶恕我和你们大家,你们都向主忏悔吧!主是至恕至慈的。
1条评论