( 阿汉对照第167讲 )
一卅柯 · 韩文成 编译
خطبة الجمعة بتاريخ 5 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 19 / 2 / 2010م
伊斯兰纪元1431年3月5 日 / 西元2010年2月19日主麻演讲
فَضْلُ التَّوْحِــيدِ
认主独一的优点
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى جَمِيعِ الأَدْيَانِ، وَأَيَّدَهُ بِالآيَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالْمُعْجِزَاتِ البَاهِرَةِ وَأَعْظَمُهَا الْقُرْآنُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَإِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَقَيُّومُ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، الَّذِي أَفَاضَ عَلَى خَلْقِهِ النِّعْمَةَ، وَكَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَسَفِيرُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ، وَحُجَّتُهُ عَلَى جَمِيعِ الإِنْسِ وَالْجَانِّ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعهِ إلى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ - عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا( [الأحزاب:70]. وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ تَوْحِيدَ الْخَالِقِ جَلَّ جَلاَلُهُ هُوَ أَوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ( [الأنبياء:25]، وَهُوَ أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْمُكَلَّفِ، وَأَوَّلُ مَا يُدْخَلُ بِهِ فِي الإِسْلاَمِ، وَآخِرُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُخْرَجَ بِهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُودَ].
وَتَوْحِيدُ اللهِ تَعَالَى هُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ فَلاَ تَصَرُّفَ إِلاَّ لَهُ سُبْحَانَهُ، وَمِنْ أَجْلِهِ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَ وَالْجِنَّ، فَلَيْسَ التَّوْحِيدُ مُجَرَّدَ إِقْرَارِ الْعَبْدِ بِأَنَّهُ لاَ خَالِقَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ اللهَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ. فَإِنَّ عُبَّادَ الأَصْنَامِ كَانُوا مُقِرِّينَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ هَذَا كَانُوا مُشْرِكِينَ لأَنَّهُمْ عَبَدُوا مَعَ اللهِ تَعَالَى غَيْرَهُ، قَالَ تَعَالَى )وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ( [يوسف:106]، وَالتَّوْحِيدُ يَتَضَمَّنُ مَحَّبَةَ اللهِ، وَالْخُضُوعَ لَهُ، وَالذُّلَّ لَهُ، وَكَمَالَ الانْقِيَادِ لِطَاعَتِهِ، وَإِخْلاَصَ الْعِبَادَةِ لَهُ، وَإِرَادَةَ وَجْهِهِ الأَعْلَى بِجَمِيعِ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ، وَالْمَنْعِ وَالْعَطَاءِ، وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ مَا يَحُولُ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ الأَسْبَابِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْمَعَاصِي، وَالإِصْرَارِ عَلَيْهَا، وَهُوَ تَعَالَى وَاحِدٌ فِي رُبُوبِيَّتِهِ، فَهُوَ رَبُّ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا فِيهِنَّ، خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً، وَأَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ الْخَالِقُ أَوِ الرَّازِقُ أَوِ الْمُدَبِّرُ لِذَرَّةٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ فِي الأَرْضِ؛ قَالَ تَعَالَـى: )وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ( [الشعراء:211]. وَقَالَ تَعَالَى: )قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ( [سبأ:22].
وَهُوَ تَعَالَى وَاحِدٌ فِي أُلُوهِيَّتِهِ فَلاَ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يَجُوزُ التَّوَجُّهُ بِخَوْفٍ أَوْ رَجَاءٍ إِلاَّ إِلَيْهِ، وَلاَ خَشْيَةَ إِلاَّ مِنْهُ، وَلاَ ذُلَّ إِلاَ إِلَيْهِ، وَلاَ طَمَعَ إِلاَّ فِي رَحْمَتِهِ، وَلاَ اعْتِمَادَ إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ انْقِيَادَ إِلاَّ لِحُكْمِهِ، وَالْبَشَرُ جَمِيعاً سَوَاءٌ أَكَانُوا أَنْبِيَاءَ وَصِدِّيقِينَ أَمْ مُلُوكاً وَسَلاَطِينَ، لاَ يَمْلِكُونَ لأِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعاً، وَلاَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: )وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ( [البينة:5]. وَقَالَ تَعَالَى: )قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( [الأنعام:162 – 163]؛ فَهُوَ تَعَالَى أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشَّـرْكِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
فَالتَّوْحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَصْفَاهُ، فَأَدْنَى شَيْءٍ يَخْدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ، فَهُوَ كَأَبْيَضِ ثَوْبٍ يُؤَثِّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ، وَكَالْمِرْآةِ الصَّافِيَةِ يُؤَثِّرُ فِيهَا أَدْنَى شَيْءٍ، وَهُوَ أَعْظَمُ حَقٍّ للهِ عَلَى عِبَادِهِ، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ r عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لِي: «يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ: أَنْ لاَّ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ-: أَنَّ كُلَّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ مُتَضَمِّنَةٌ لِلتَّوْحِيدِ، شَاهِدَةٌ بِهِ، دَاعِيَةٌ إِلَيْهِ؛ فَالْقُرْآنُ إِمَّا خَبَرٌ عَنِ اللهِ، وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَإِمَّا دَعْوَةٌ إِلَى عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَالْبُعْدُ عَنْ كُلِّ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، وَإِمَّا أَمْرٌ أَوْ نَهْيٌ، وَإِلْزَامٌ بِطَاعَتِهِ فِي نَهْيِهِ وَأَمْرِهِ، وَهِيَ حُقُوقُ التَّوْحِيدِ وَمُكَمِّلاَتُهُ، وَإِمَّا خَبَرٌ عَنْ كَرَامَةِ اللهِ لأَهْلِ تَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، وَمَا فَعَلَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَمَا يُكْرِمُهُمْ بِهِ فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ جَزَاءُ تَوْحِيدِهِ وَإِمَّا خَبَرٌ عَنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَمَا فَعَلَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ النَّكَالِ، وَمَا يَحُلُّ بِهِمْ فِي الْعُقْبَى مِنَ الْعَذَابِ، فَهُوَ خَبَرٌ عَمَّنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ التَّوْحِيدِ.
عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:
اعْلَمُوا أَنَّ لِلتَّوْحِيدِ فَضَائِلَ عَظِيمَةً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْهَا: أَنَّهُ السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِتَفْرِيجِ كُرُبَاتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَدَفْعِ عُقُوبَتِهِمَا، وَمِنْ أَجَلِّ فَوَائِدِهِ أَنَّهُ يَمْنَعُ الْخُلُودَ فِي النَّارِ، إِذَا كَانَ فِي الْقَلْبِ مِنْهُ أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، وَأَنَّهُ إِذَا كَمُلَ فِي الْقَلْبِ فَإِنَّهُ يَمْنَعُ دُخُولَ النَّارِ بِالْكُلِّيَّةِ؛ قَالَ النَّبِيُّ r: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُتْبَانَ بْنِ مَالِكٍt].
وَمِنْ أَعْظَمِ فَضَائِلِهِ: أَنَّ جَمِيعَ الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ مُتَوَقِّفَةٌ فِي قَبُولِهَا وَفِي كَمَالِهَا وَفِي تَرَتُّبِ الثَّوَابِ عَلَيْهَا عَلَى التَّوْحِيدِ، فَكُلَّمَا قَوِيَ التَّوْحِيدُ وَالإِخْلاَصُ للهِ كَمُلَتْ هَذِهِ الأُمُورُ وَتَمَّتْ.
عِبَادَ اللهِ الْمُوَحِّدِينَ:
وَلِلْمُوَحِّدِينَ النَّصِيبُ الأَكْبَرُ مِنْ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ r؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوْلَى مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ: أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصاً مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ» أ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
وَمِنْ فَضَائِلِهِ: أَنَّهُ يُسَهِّلُ عَلَى الْعَبْدِ فِعْلَ الْخَيرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، فَالْمُخْلِصُ للهِ فِي إِيمَانِهِ وَتَوْحِيدِهِ تَخِفُّ عَلَيْهِ الطَّاعَاتُ لِمَا يَرْجُو مِنْ رِضْوَانِ رَبِّهِ وَثَوَابِهِ، وَيَهُونُ عَلَيْهِ تَرْكُ مَا تَهْواهُ النَّفْسُ مِنَ الْمَعَاصِي، لِمَا يَخَشَى مِنْ سَخَطِهِ وَعِقَابِهِ، وَالتَّوْحِيدُ إِذَا كَمُلَ فِي الْقَلْبِ حَبَّبَ اللهُ لِصَاحِبِهِ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قَلْبِهِ، وَكَرَّهَ إِلَيْهِ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَجَعَلَهُ مِنَ الرَّاشِدِينَ، قَالَ تَعَالَى: )وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( [الحجرات:8:7]. وَمِنْ فَضَائِلِ التَّوْحِيدِ – عِبَادَ اللهِ - أَنَّهُ يُخَفِّفُ عَنِ الْعَبْدِ الْمَكَارِهَ وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِ الآلاَمَ، وَيُسَلِّيهِ عَنِ الْمُصِيبَاتِ، فَبِحَسَبِ تَكْمِيلِ الْعَبْدِ لِلتَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ، يَتَلَقَّى الْمَكَارِهَ وَالآلاَمَ بِقَلْبٍ مُنْشَرِحٍ وَنَفْسٍ مُطْمَئِنَّةٍ وَتَسْلِيمٍ وَرِضاً بِأَقْدَارِ اللهِ؛ قَالَ تَعَالَى: )أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( [الزمر:22] وَقَالَ تَعَالَى: )مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( [التغابن:11].
赞美安拉派遣使者传播正教弘扬正道,使伊斯兰超越其它一切宗教,并以各种不可思议的奇迹和《古兰经》证实先知的使者身份。我见证万物非主,惟有安拉,独一无二、主宰宇宙、无始无终、维护天地、普降恩泽、无比仁慈的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和使者,是主的启示的忠实传达者、众生之精华、显示给人类和精灵的明证,愿主赐福安于他和圣裔、圣伴及其追随者们,直至报应日!
安拉的仆民啊!
我先劝告你们和我自己要敬畏安拉。“【70】信士们啊!你们要敬畏安拉,并说正确的话,【71】安拉就会改善你们的行为,宽恕你们的罪过。顺从安拉及其使者的人必获巨大的成功。”(33:70)
各位教胞:
认主独一,是所有使者宣扬的第一宗旨。至尊主说:“我在你之前每派一位使者,无不启示他说:‘除我之外不再有主,你们要崇拜我。’”(21:25)
认主独一,是每个负有教法责任者的首要任务,是入教的第一句誓言,也应是临终的最后一句遗言。先知(愿主福安之)说:“临终时念:‘万物非主,唯有安拉。’的人必进天堂。”(穆阿兹·本杰白里传述《艾哈迈德圣训录》第22095段、《艾卜达伍德圣训录》第3116段)
认主独一,就是崇拜安拉独一无二,此为安拉创造人类和精灵的目的所在。认主独一,不只是口头上承认安拉是万物的创造者和主宰者,因为偶像崇拜者也承认安拉是造物主,但他们在安拉之外还崇拜其它东西。“他们的大多数人以物配主地信仰安拉。”(12:106)
认主独一,还包括热爱主、向主卑躬屈膝、完全服从主的命令、忠心拜主始终不渝、一切言行皆为主的喜悦、为主而行、为主而止、为主而爱、为主而恨、为主而自觉远离犯罪诱因和及时改正错误。
安拉的主性独一无二,他是天地宇宙之主,他创造并预定了一切,他供给并引导着万物,任何被造物都不能声称自己是天地间任何一个微尘的造化者、供给者、策划者。“他们对此既没有资格,也无能为力。”(26:211)
“你说:‘你们去祈求在安拉之外你们所声称的那些神灵吧!他们无力控制天地间微尘重的事物,更不可能参与造化天地,安拉不需要他们中的任何一个做助手。’”(34:22)
安拉的神性独一无二,只有他才有资格接受被造物崇拜,唯有他才值得万物畏惧和祈望,人类只能向他俯首称奴,只能向他乞求慈悯,只能托靠他和服从他的命令。全人类无论先知、诚信者、君王和统治者,都不能自主祸福,也不能掌管生死与复活。“他们只奉命崇拜安拉,忠心不二。”(98:5)
“【162】你说:‘我的礼拜、我的祭献、我的生、我的死全是为了安拉 —— 万世之主、【163】独一无偶的主。我只奉命行事,我是第一个顺从主的人。’”(6:162-163)
安拉是最不需要任何配主的。先知(愿主福安之)讲:“至尊主说:‘我最不需要以物配我,但凡做事以物配我之人,我必抛弃他和他的配主。’”(艾卜胡莱勒传述《穆斯林圣训录》第2985段)
认主独一,是最圣洁之事,不得用以物配主的行为玷污之。认主独一,是安拉应享的最大权利。圣伴穆阿兹·本杰白里(愿主喜爱之)传述:“我和先知同骑一头驴赶路,先知在前我在后。先知问我:‘穆阿兹啊!你可知人对主应尽的义务和主对人应给的奖赏是什么?’我回答说:‘安拉和他的使者最清楚。’先知说:‘人对主应尽的义务是崇拜主而不以物配主,主对人应给的奖赏是不惩罚不以物配主的人。’我问:‘安拉的使者啊!我把这个喜讯告诉众人好吗?’先知说:‘你不要告诉他们,否则他们会产生依赖思想而不努力用功。’”(《布哈里圣训录》第2856段、《穆斯林圣训录》第30段)
《古兰经》中的每一段经文都含有认主独一的内容,有的是叙述安拉的尊名、属性和大能;有的是号召人们崇拜独一无二的安拉,放弃崇拜安拉以外的任何事物;有的是发布命令或禁令,要求人们遵守认主独一的各项内容;有的是叙述安拉对认主独一者的慷慨奖赏,即对认主独一行为的今世回赐和后世回报;有的是谈及以物配主者的情况,即对违背认主独一原则的今世惩戒和后世严罚。
安拉的信民啊!
认主独一,会使人在今后两世获益良多,其优点如下:
1)能替人消除两世的忧愁和惩罚。其最大的好处是:一个人只要心存芥子粒大的认主独一信念,就可以避免永居火狱;如果此信念继续增长圆满,那就可以完全避免进入火狱。先知(愿主福安之)说过:“诚心为博取主的喜悦而念‘万物非主,唯有安拉。’的人,安拉不会使其进入火狱。”(欧特班·本马立克传述《布哈里圣训录》第425段、《穆斯林圣训录》第657段)
2)能使人善功圆满、事半功倍。因为人的一切公开和隐蔽的善言善行能否被主接受而得回赐,则完全取决于其内心是否认主独一。认主独一越虔诚,所行之事越圆满,所得回赐越丰厚。
3)能使人得到先知(愿主福安之)的说情搭救。圣伴艾卜胡莱赖(愿主喜爱之)传述:我问先知:“安拉的使者啊!在复生日因得到您的说情搭救而成为最幸福的人是谁?”先知回答说:“艾卜胡莱赖啊!我想不会有人先于你来向我提这个问题了,我看得出你很在意我所说的每一句话。在复生日,因得到我的说情搭救而成为最幸福的人是:那些真心实意地诵念‘万物非主,唯有安拉。’的人。”(《布哈里圣训录》第99段)
4)能使人易于弃恶从善。认主独一者为了博取主的喜悦和回赐而容易做好事,也因为害怕主的恼怒和惩罚而容易克制私欲和放弃犯罪行为。认主独一的信念一旦在人心中完美确立,安拉就会使人热爱正信并以此为美,而使人厌恶昧主、放荡和背叛,并使其成为走正道的人。“【7】···但安拉使你们热爱正信,使你们心中以此为美,并使你们憎恶不信、放荡和背叛。这种人是走正道的。【8】这是来自安拉的惠泽和恩典,安拉是至知至明的主。”(49:7-8)
5)能令人减轻痛苦,使人忘却悲痛。由于具备了认主独一的完美信仰,人就会以坦然平静和心甘情愿的心情面对各种定然的磨难和痛苦。“安拉使其心胸为伊斯兰而开阔,因而得到主的光照之人,岂能与心胸狭隘者相比?可悲因不记主而心变硬之人!这种人显然是在迷误之中。”(39:22)
“任何灾难的发生,无不出于安拉的旨意。信仰安拉的人,安拉会启迪他心灵,安拉是全知一切的主。”(64:11)
我讲这些,祈望主饶恕我和你们大家,向主忏悔吧!主是至恕至慈的。
1条评论