莫管“闲事”乃美德

  呼图白讲坛 

(阿汉对照第129讲)

一卅柯 · 韩文成    编译

خطبة الجمعة بتاريخ 12 من جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 5 / 6 / 2009م

伊斯兰纪元1430年6月12 日 / 西元2009年6月5日主麻演讲


 

مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المْرءِ تَرْكُهُ مالا يَعْنِيِه

莫管“闲事”乃美德

 

  الحَمْدُ للهِ الذي خلَقَ كُلَّ شَيءٍ فقدَّرَهُ تقديراً، وجَعلَ الليلَ والنهارَ خِلفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكوراً، أَحمَدُهُ حَمْداً كثيراً، وَأَشهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ، تَعالَى عمَّا يَقولُ الظالمونَ عُلُوًّا كبيراً، وأَشهدُ أَنَّ سيدَنا ونَبِيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إِلى الناسِ كافَّةً بَشَيِراً وَنَذِيراً، اللهُمَّ صَلِّ وَسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلَى آلِهِ وأَصحابِهِ وآتِهِمْ مِنْ لَدُنْكَ فَضلاً كبيراً.

أَمَّا بَعْدُ:

      فأُوصِيكُم ـ أَيُّها الناسُ ـ ونفسِي بِتقوَى اللهِ تعالَى في السرِّ والعَلَنِ، واحذَرُوا الفواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ، وإِيَّاكُم وَالاشتِغالَ بِقِيلَ وَقَالَ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضاعَةَ المالِ.

مَعاِشرَ الأَحْبَابِ:

      إِنَّ نَبِيَّنا الكريمَ عليهِ أَفضلُ الصلاةِ وأَتمُّ التَسليمِ، أَرْشَدَنا إلى ما فيهِ فَلاحُنا في دِينِنَا ودُنْيانا، وحَذَّرَنا مِنْ كُلِّ ما فيهِ ضَرَرٌ لَنا في أُولاَنا وأُخْرَانا، فَقَدْ رَوَى أَبو هُريرةَ t عَنِ النبيِّ e أنَّهُ قَالَ:"مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ" {أَخْرَجَهُ التِرْمِذِيُّ وابنُ ماجَهَ}، وهذا الحديثُ أَصْلٌ عظيمٌ مِنْ أُصولِ الأَدَبِ، وقالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: إِنَّ جِماعَ آدابِ الخيرِ وَأَزِمَّتَهُ تَتَفرَّعُ مِنْ أَربعَةِ أَحاديثَ: وذُكِرَ هَذا الحديثُ مِنْها، ومَعْناهُ: أَنَّ مَنْ حَسُنَ إِسلامُهُ، فَيَنْبَغِي عَليهِ أَنْ يَتْرُكَ ما لا يَعْنِيهِ مِنَ الأَقوالِ وَالأَفعالِ، وأَنْ يَشْتَغِلَ بِما يَعْنِيهِ؛ لأَنَّ الإِسلامَ الكامِلَ يَقْتَضِي فِعْلَ الواجِباتِ وتَرْكَ المُحَرَّماتِ والمُشْتَبِهَاتِ وَالمَكْروهاتِ وفُضُولِ المُباحاتِ التي لا يَحتاجُ إِليها، فَإِنَّ هَذا كُلَّهُ لا يَعْنِي المُسْلِمَ إِذا كَمُلَ إِسلامُهُ. أَخَرجَ الحاكِمُ وَالطبَرَانِيُّ مِنْ حديثِ أَنسِ بْنِ مالكٍ t أَنَّهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ e:"إيَّاكَ وكُلَّ أَمْرٍ يُعتَذَرُ مِنْهُ". 

أَيُّها المؤمنونَ:

     إِنَّ الَّذي يَعْنِي الإِنسانَ ما يَتعلَّقُ بِضَرورَةِ حَياتِهِ وَمَعاشِهِ، وَسَلامَتِهِ فِي مَعَادِهِ، وذَلكَ يَسيرٌ بالنسبةِ إِلى ما لا يَعْنِيهِ، فإذا اقتَصرَ الإِنسانُ على ما يَعْنِيهِ مِنَ الأُمورِ سَلِمَ مِنْ شَرٍّ عظيمٍ عَمِيمٍ، وذلكَ يعودُ إلى حُسْنِ إِسلامِ المَرْءِ. ولَقَدْ جاَءتْ أَحاديثُ كثيرةٌ تُبيِّنُ فَضْلَ مَنْ حَسُنَ إِسلامُهُ، وأَنَّهُ تُضَاعَفُ حَسَناتُهُ، وتُكفَّرُ سَيِّئاتُهُ، مِنْها ما أَخرَجَهُ مُسلِمٌ عَنْ أَبي هُريرَةَ t عَنِ النبيِّ e أَنَّهُ قالَ:"إِذا أَحْسَنَ أَحَدُكم إِسلامَهُ، فكلُّ حَسَنةٍ يَعَملُها تُكتَبُ بِعَشْرِ أَمْثالِها إِلى سَبْعِ مِئةِ ضِعْفٍ، وكلُّ سيئةٍ يَعْمَلُها تُكتَبُ بِمِثْلِها حتَّى يَلقَى اللهَ عزَّ وجلَّ".

أَيُّها الُمسلمونَ:

     وإِنَّ أَخَوَفَ ماقيلَ في تَرْكِ ما لا يَعْنِي: حِفْظُ اللسانِ مِنْ لَغْوِ الكلامِ؛ لأَنَّ الِلسانَ أَعظَمُ الأَعضاءِ ضَرَراً، وأَشدُّها خَطَراً، إِنْ لَمْ يَتَعاهَدْهُ صَاحِبُهُ أَوقَعَهُ في آفاتٍ، وأَفضَى بِهِ إِلى أُمُورٍ مُهْلِكاتٍ، قالَ بعضُ العُلَماءِ: إذا تكلَّمْتَ، فَاْذكُرْ سَمعَ اللَّهِ لَكَ، وَإِذا سَكَتَّ، فاذكُرْ نَظَرَهُ إِليكَ. وقَدْ وَقَعَتِ الإِشارَةُ في القُرآنِ العَظيمِ إلى هَذا المعنَى فِي مَواضِعَ مِنْها:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّــِـــمَالِ قَعِيدٌ(17)مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيــــدٌ) (ق: 16- 18(، وقَولُهُ تعالَى:)أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ( )الزخرف:80(.

      قالَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ: مَن عَدَّ كَلامَهُ مِن عَمَلِهِ، قَلَّ كَلامُهُ إِلَّا فيما يَعْنِيهِ. فإِنَّ كثيراً مِنَ النَّاسِ لا يَعُدُّ كَلامَهُ مِن عَمَلِهِ، فَيُجازِفُ فِيهِ، ولا يَتَحَرَّى، وَقَدْ خَفِيَ هَذا على مُعاذِ بنِ جَبَلٍ t حتَّى سَأَلَ عَنْهُ رسولَ اللَّهِ e، فقالَ: وإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِما نَتَكلَّمُ بِهِ؟ فقالَ رسـولُ اللَّه e: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا مُعاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ علَى وُجُوهِهِم ـ أَوْ قَالَ عَلَى مَناخِرِهِمْ ـ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ؟"{ أَخرَجَهُ التِرمِذِيُّ}.

       احفَـظْ لِسانَكَ أَيُّهَا الإِنْســـــــانُ          لا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّــــهُ ثُـعْبانُ

       كَمْ في الَمقـابِرِ مِنْ قَتيلِ لِسانِهِ         كانَتْ تَهابُ لِقاءَهُ الْأَقْرَانُ

      بارَكَ اللَّهُ لِي ولَكُمْ فِي القُرآنِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِما فِيهِ مِنَ البَيانِ، أَقولُ قَوْليِ هَذا وأَستَغْفِرُ اللَّهَ العَظيمَ لِي ولَكُمْ وَلِجَميعِ المُسلمينَ، فاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَحيمُ.

        赞美安拉创造和预定一切,令昼夜回圈以使人们感悟感恩,我无限赞美主的伟大;我见证万物非主,惟有安拉,独一无二、绝对超然一切不义者妄言的主;我见证先知穆罕默德是主的仆人和奉命向全人类报喜讯传警告的使者,愿主赐福安于他和圣裔及全体圣伴们,赐予他们无量的恩典!     

        世人啊!

        我嘱告你们和我自己无论人前人后都要敬畏安拉,并谨防各种公开和隐蔽的淫荡行为,不要忙于闲言碎语,不要进行无谓的追问,不要浪费财富。

        各位教胞:

        敬爱的先知(主赐福安)曾教导我们如何在信仰和生活中取得成功,他警告我们要警惕一切对今后两世有害的事物,他说:“不介入与己无关之事,属于个人伊斯兰修养良好的表现。”(艾卜胡莱赖传述《帖密济圣训录》)

        这是一条重要的道德修养原则。有学者说:伊斯兰道德修养原则由四段圣训构成,此为其中之一,这段圣训的大意是:伊斯兰修养良好的人,在言行方面不应介入与己无关之事,而应专注于和自己有关的正事,履行好自己的职责,远离非法和疑似非法事物,放弃令人憎恶和非迫切需要的许可之事。所以,具备完美道德修养的穆斯林,不应去管他人的闲事,圣使(主赐福安)说过:“不要做任何需要道歉的事情。”(艾奈斯·本马利克传述《哈克目圣训录》《推卜拉尼圣训录》)

        与每个人息息相关的是与其生命、生活及后世安全有关的事务,这相对于那些与其无关之事也容易做得到。一个人只要把与自己有关的事情做好,而不干涉他人之事,那么他就可以避免许多是非和灾祸,这也是其个人道德修养良好的表现。大量的圣训表明,具有良好道德修养者的善行能够获得主的加倍回赐,其罪行也能得到赦免:“如果一个人的伊斯兰修养良好,他所做的每一件好事都会得到十倍乃至七百倍的记录,他所干的每一件坏事只会得到相应的记录,直至去见安拉。”(艾卜胡莱赖传述《穆斯林圣训录》)

        各位穆斯林:

        不介入与己无关之事,最重要的是管好舌头不说妄语。祸从口出,舌头最容易给人招来灾祸,它是人体中最危险的一个器官,如果主人不管好它,它必定会使主人陷入毁灭性的灾难之中。有位学者说过:“你在讲话时要切记安拉在听你说话,你在沉默时要切记安拉在注视着你。”

        在神圣古兰经中多处提到了这一点:“【16】我造化了人类,我清楚他心中的欲念,我离他比其颈静脉更近。【17】当两位天神侍立左右时,【18】他每吐一言,都被监控记录下来。”(《古兰经》50章16-18节)

        “难道他们以为我听不到他们的密谈和私语吗?其实,我的天使们就在他们跟前记录着一切。”(《古兰经》43章80节)

        欧麦尔·本阿卜杜勒阿齐兹(主降慈悯)曾说:“谁将自己的话语当作行为,谁就必定会少言寡语,除非与己有关之事。很多人不把自己的话语当作行为看待,所以往往不假思索地信口胡说。”

        圣伴穆阿兹·本杰百里(主降喜爱)曾对此不解地问圣使:“我们肯定会因所说的话而受惩罚吗?”圣使回答说:“穆阿兹啊!你说的真是丧气话!人们被面朝下拖进火狱,不就是因为舌头惹的祸吗?”(《帖密济圣训录》)

        人啊!管好你的舌头         勿让那毒蛇咬了自己

        无数勇士都怕见的人         却因舌头惹祸丧了命

        愿主以《古兰经》赐福我和你们,使我们大家受益于天经的教诲。

        我讲这些,祈望主饶恕我和你们以及所有的穆斯林,向主忏悔吧!主是至恕至慈的。

    为您推荐

    发表评论

    电子邮件地址不会被公开。 必填项已用*标注

    1条评论